سمع النبي ﷺ يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل. قال: تلك تكفرها الصلاة والصدقة - ولكن أيكم سمع النبي ﷺ يذكر الفتن التي تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم. فقلت: أنا. قال: أنت، لله أبوك. قال حذيفة سمعت رسول الله ﷺ يقول: "تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا فأي قلب أشربها نكتَ فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أشرب هواه" ١.
وافترقت الأمة المسلمة بسبب تلك الفتن إلى فريقين عظيمين، حتى أصلح الله بينها بالحسن بن علي ﵄؛ كما أخبر النبي ﷺ بقوله: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" ٢، وذلك حين تنازل الحسن لمعاوية ﵄، واجتمع الناس على معاوية أميرًا للمؤمنين بعد ذلك عام ٤٠هـ -، وسمي ذلك العام عام الجماعة، لاجتماع المسلمين بعد فرقتهم.
وهكذا استقرت سنة الرسول ﷺ وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده في ثبوت الولاية وانعقادها