Al-Qurʾān wa-naqḍ maṭāʿin al-ruḫbān
القرآن ونقض مطاعن الرهبان
Genres
معجزاتِه لبني إِسرائيلَ أَنه كانَ ينبئُهم ويُخبرُهم بما أَكَلوهُ من طعام، وما
ادَّخَروه في بيوتِهم من الطعام، وجَعَلَ ذلك دَليلًا على نبوَّتِه.
وهو لم يَعْلَمْ ذلك بنفسِه، لأَنه لا يَعلمُ الغيب، وإِنما أَعلمه اللهُ بذلك، وهو بدورِه أَنبأَهم به.
فاللهُ هو الذي عَلِمَ الغيب، واللهُ هو الذي أَعْلَمَه بالغيب!!.
وآتى اللهُ يوسفَ ﵇ وهو في السجنِ مع الفتَيَيْن نفسَ المعجزة، وذَكَرَها القرآنُ في قوله تعالى: (قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) .
كان يوسفُ يخبرُ السجينَيْن اللذَيْن معه بنوعِ الطعام الذي سيَأتيهِما في السجنِ قبلَ تقديمِه لهما.
وهذا علمٌ بالغيب، لكنَّه لم يعلَمْه بنفسِه، إِنما أَعلمَه به الله، ولذلك صَرَّحَ بقوله: (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) .
ب - زعمَ المفترِي أَنَّ القرآنَ نَسَبَ لعيسى ﵇ القدرةَ على الخلق، والخلقُ خاصٌّ بالله، وبما أَنَّ عيسى يَخلقُ خَلْقًا سويًّا فهو إِله، لأَنَّه لا خالقَ إِلّا الله.
قال: " ونسبَ القرآنُ للمسيحِ القدرةَ على الخلقِ.
قال: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) ".
ومعلومٌ أَنَّ الخلْقَ خاصٌّ باللهِ وَحْدَه: (أَفَمَن يحلُقُ كمَن لَّا يَخْلُق) .
وزَعْمُ المفترِي مردودٌ عليه، وعيسى ﵇ لم يَخْلُقْ شيئًا خَلْقًا حقيقيًا ماديًّا، يوجِدُ فيه المخلوقَ الحيَّ من العَدَم، لأَنَّ هذا الخلْقَ خاصّ باللهِ وَحْدَه، ولا يُمكنُ أَنْ يَفعلَه عيسى ﵇ ولا غيرُه، وقد جعلَه اللهُ دليلًا على وحدانيتِه.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (٢٠) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ) .
وقد نَسَبَ القرآنُ الخلْقَ إِلى عيسى ﵇، لكنْ أَيُّ خَلْقٍ؟
وبإِذْنِ مَنْ كان يَتِمُّ الخلق؟
كان عيسى ﵇ يَخلقُ الطيرَ من الطين، لكنْ بإِذن الله، وليس
بقدرتِه الذاتية.
قال تعالى: (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) .
1 / 298