وأنه مُعَرَّضٌ لأن يخسف الله به الأرض، كما في حديث سالم بن عبد الله أن أباه حدثه أن رسول الله ﷺ قال: «بينما رَجُلٌ يَجرُّ إزَارَهُ إذْ خُسِفَ بهِ؛ فهوَ يتَجَلْجَلُ في الأرضِ إلى يومِ القِيامةِ» (١). وأنه معرض لعذاب جهنم كما في قوله ﵊: «ما أسْفَلَ الكَعْبينِ مِنَ الإزارِ ففي النَّارِ» (٢).
ثامنًا: تقويم أخطاء الشباب في الآداب
استخدم النبي ﷺ أساليب حكيمة في إصلاح أخطاء الشباب في الآداب، ومن ذلك الأساليب الآتية:
١ - أسلوب الإصلاح العملي
لما كان الرسول ﷺ في حجة الوداع، أردف معه الفضل بن العباس ﵄ من مزدلفة إلى منى، وكان الفضل ﵁ حسن الشعر، أبيض وسيمًا، فلما دفع رسول الله ﷺ مَرَّت به ظُعُن (٣) يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن. فوضع رسول الله ﷺ يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر. فحول الرسول ﷺ يده من الشق الآخر على وجه الفضل. يصرف وجهه من الشق الآخر
(١) أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب من جر ثوبه من الخيلاء (٤/ ٥٤)، ومسلم، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم التبختر في المشي مع إعجابه بثيابه (٤/ ١٦٥٤).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب اللباس، باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار (٤/ ٥٤) حديث (٥٧٨٧).
(٣) الظعن: بضم الظاء والعين، ويجوز إسكان العين جمع ظعينة، كسفينة وسفن، وأصل الظعينة البعير الذي عليه امرأة. وتسمى به المرأة مجازًا لملابستها البعير. انظر: لسان العرب لابن منظور (١٣/ ٢٧٠، ٢٧١) مادة (ظعن).