208

Al-Hadī al-nabawī fī tarbiyat al-awlād fī ḍawʾ al-kitāb waʾl-sunna

الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة

Publisher

مطبعة سفير

Publisher Location

الرياض

Genres

عليها أهل الجنة، لما ورد عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ﵄ عن النبي ﷺ قال: «ينادِي مُنَادٍ، إنَّ لَكُم أنْ تَصِحُّوا فَلا تَسْقَمُوا أبَدًا، وإنَّ لكُم أنْ تَحْيوا فلا تَمُوتُوا أبَدًا، وإنَّ لكُم أن تَشبُّوا فلا تَهْرَمُوا أبَدًا، وإنَّ لَكُمْ أنْ تَنْعَمُوا فلا تبأسُوا أبَدًا» (١).
وراحة الحياة وبهجتها في الدنيا غالبًا ما تكون في مرحلة الشباب، فهي مرحلة يتطلع الصغير أن يصل إليها، ويتمنى الكبير أن يرجع إليها، هي مرحلة بكى عليها الشيوخ وتغنَّى بها الشعراء، كما يقول أبو العتاهية:
بكيتُ على الشبابِ بدمعِ عيني ... فلم يُغن البكاء ولا النحيب
فيا أسفًا أسفت على الشباب ... نعاه الشيبُ والرأس الخضيبُ
عريت من الشباب وكنت غضًّا ... كما يعرى من الورق القضيب
فيا ليت الشبابَ يعود يومًا ... فأخبره بما فعل المشيب (٢)
ويقول فتيان الشاغوري نادمًا على شبابه ومتلهفًا على لهو الشباب وعصره (٣).

(١) أخرجه مسلم، كتاب صفة الجنة ونعيم أهلها، باب في دوام نعيم أهل الجنة (٤/ ٢١٨٢).
(٢) هذه الأبيات من بحر الوافر، ديوان أبي العتاهية، (ص ٤٦).
(٣) انظر: ديوان فتيان بن علي الشاغوري، تحقيق أحمد الجودي، مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق (ص ١٥٠).

1 / 211