176

The Prophetic Biography in Light of the Qur'an and Sunnah

السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة

Publisher

دار القلم

Edition Number

الثامنة

Publication Year

١٤٢٧ هـ

Publisher Location

دمشق

Genres

ابن نزار «١»، بن معدّ «٢»، بن عدنان «٣» .
وهذا النسب الزكي متفق عليه بين علماء الأنساب إلى عدنان، قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية: أجمع العلماء على أن رسول الله ﷺ إنما انتسب إلى عدنان ولم يجاوزه.
وأما من بعد عدنان فهم مختلف فيهم، وإن كان النسابون اتفقوا على أن عدنان ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم- ﵉ فهو جد النبي الأعلى، وقد انتقلت إليه منه بعض الصفات الجسمانية، ففي الحديث الصحيح لما ذكر إبراهيم قال: «وإنه لأشبه الناس بصاحبكم» .
ولم يزل ﷺ يتنقل من أصلاب الاباء الطيبين، إلى أرحام الأمهات الطاهرات، لم يمسّ نسبه من سفاح الجاهلية شيء، بل كان بنكاح صحيح على حسب ما تواضع عليه العرب الشرفاء، حتى خرج من بين أبويه الكريمين.
وفي صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى من كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» . ورواه الترمذي في سننه بزيادة في أوله: «إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ...» والمراد بالاصطفاء تخيّر الفروع الزكية من الأصول الكريمة تخيّرا مبناه الأخلاق الكريمة، والفضائل الإنسانية السامية، والطباع الفطرية السليمة، وينضم إلى ذلك بالنسبة إلى إسماعيل والنبي اصطفاء النبوة والرسالة.

(١) بكسر النون، قيل: لما ولد فرح به أبوه فرحا شديدا، ونحر، وأطعم، وقال: إن هذا كله نزر- أي قليل- لحقّ هذا المولود، وبه جزم السهيلي، وقال أبو الفرج الأصبهاني: سمي بذلك لأنه كان فريد عصره، وعليه اقتصر صاحب الفتح، والإرشاد.
(٢) معد بفتح الميم والعين وتشديد الدال.
(٣) عدنان بوزن فعلان من العدن، وهو الإقامة، وحكى الزبير أن عدنان أول من وضع أنصبة الحرم، وأول من كسا الكعبة، أو كسيت في زمنه، وقال البلاذري: أول من كساها الأنطاع عدنان.

1 / 184