124

The Prophetic Biography and Islamic History

السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي

Publisher

دار السلام

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ

Publisher Location

القاهرة

Genres

أبو بكر يستأذن على رسول الله ﷺ فوجد الناس جلسوا ببابه ولم يؤذن لهم، قال: فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له» «١» وهذا الحديث صريح الدلالة في أنه كان للرسول ﷺ حجّاب يستأذنون للناس في الدخول عليه. * حاملوا خاتم الرسول ﷺ: وكان للرسول ﷺ خاتما اتخذه لختم الرسائل للملوك والأمراء؛ لأنه لما عزم على إرسال كتبه إليهم بعد عودته من صلح الحديبية وكتب لهرقل قالوا: يا رسول الله إن الأعاجم لا تقبل الرسائل إلا أن تكون مختومة؛ فاتخذ خاتما من فضة نقشه: «محمد رسول الله» لختم الرسائل، وكان حنظلة بن الربيع بن صيفي والحارث بن عوف المري حاملي خاتم رسول الله ﷺ إذا غاب أحدهما ناب عنه الآخر، وظل خلفاء الرسول ﷺ يستعملون هذا الخاتم في ختم الرسائل حتى سقط من يد الخليفة عثمان بن عفان في بئر أريس، والقصة مشهورة. وكان هناك من يقوم باستقبال الوفود والاستئذان لها على الرسول ﷺ وتعليمهم كيف يحيونه وكيف يتحدثون إليه- وهو ما يطلق عليه الآن بنظام البروتوكول- وقد عنون صاحب كتاب «نظام الحكومة النبوية» لهذا الموضوع بقوله: فصل «في الرجل يعلم الوفد كيف يحيون المصطفى ﷺ» وكان أشهر من يقوم بهذه المهمة هو أبو بكر الصديق ﵁ فقد ذكر ابن إسحاق قصة قدوم وفد ثقيف على النبي ﷺ في رمضان (سنة ٩ هـ) . فعند وصولهم إلى المدينة التقوا بالمغيرة بن شبعة- وهو ثقفي مثلهم- فأخبر المغيرة أبا بكر ﵁ بقدومهم، فدخل أبو بكر على الرسول وأعلمه بأمرهم واستأذن لهم، وخرج إليهم وعلمهم كيف يحيون رسول الله ﷺ «٢» . * بيت الضيافة: وكان في المدينة بيت للضيافة، كانت تنزل فيه الوفود القادمة على الرسول ﷺ وكان هناك من يقوم على خدمتهم وإطعامهم. وكان من هؤلاء بلال وثوبان موالي رسول الله وكانت الدار التي اتخذت للضيافة منزلا لامرأة من الأنصار اسمها رملة بنت الحارث ويبدو أنها كانت واسعة؛ لأن ابن إسحاق ذكر أن رسول الله ﷺ

(١) نظام الحكومة النبوية (١/ ٢١) . (٢) سيرة ابن هشام (٤/ ١٩٦)، نظام الحكومة النبوية (١/ ٣٩) .

1 / 148