213

Al-Rasūl ﷺ fī ʿuyūn gharbiyya munṣifa

الرسول ﵌ في عيون غربية منصفة

Publisher

دار الكتاب العربى

Edition Number

الأول

Publication Year

١٤١٩

Publisher Location

دمشق

Genres

٢- وصف أخلاق النبى ﷺ
قال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (سورة القلم: ٤) عن عطاء ﵁ قال قلت لعبد الله بن عمرو أخبرنى عن صفة رسول الله ﷺ فى التوراة قال أجل والله إنه لموصوف فى التوراة بصفته فى القرآن يا أيّها النّبىّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدى ورسولى، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب فى الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا- رواه البخارى.
عن عائشة ﵂ قالت «كان خلق رسول الله ﵁ القرآن» - رواه أحمد ومسلم وأبو داود، وزاد مسلم يغضب لغضبه ويرضى لرضاه.
- دفع السيئة بالحسنة
لما أراد الله هدى زيد بن سعية، قال زيد لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها فى وجه محمد ﷺ إلا اثنتين يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما. قال زيد فقلت يا محمد، هل لك أن تبيعنى ثمرا- معلوما لى- فباعنى فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب، فلما حل الأجل أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه وهو فى جنازة مع أصحابه ونظرت إليه بوجه غليظ وقلت له يا محمد ألا تقضينى حقى؟ فو الله ما علمتكم بنى عبد المطلب إلا مطلا.
ونظرت إلى عمر وعيناه تدوران فى وجهه ثم رمانى ببصره وقال: يا عدو الله أتقول لرسول الله ﷺ ما أسمع وتصنع به ما أرى؟ فلولا ما أحاذر لومه

1 / 217