ورود هذا الاستخدام في القرآن العظيم:
قال تعالى: ﴿وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاّ جِئْنَاكَ بِالْحَقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ ١.
المثل هنا المراد به: الشاهد والحجة التي تورد وتنصب للعقول لتدل على صحة الدعوى، وهي باعتبار مُورِدها شاهد وحجة، أما في واقع الحال وحقيقة الأمر فقد تكون حجة صحيحة وقد تكون شبهة.
قال ابن كثير٢ ﵀ في قوله تعالى: ﴿وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ﴾ قال: "أي بحجة وشبهة ﴿إِلاّ جِئْنَاكَ بِالْحَقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ أي ولا يقولون قولًا يعارضون به الحق إلا أجبناهم بما هو الحق في نفس الأمر وأبين وأوضح وأفصح من مقالتهم"٣.
والمراد أنهم كلما جاؤوا بقول يجعلونه شاهدًا وحجة على صحة ما يقولون، فإِن اللَّه ينزل على رسوله شواهد الحق الواضحة البينة التي تدفع ما جاؤوا به.