- أهمية المعرفة المجملة باللَّه ﷾:
تقدم أنها لازمة لصحة النطق بالشهادتين، وانعقاد أصل الإِيمان، إلا أنها لا توجب لصاحبها الرسوخ في الإِيمان، والتحصن من الشبهات المضلة، والشهوات المحرمة.
قال الشيخ سليمان بن عبد اللَّه بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵏:
"ولا ريب أنه لو قالها أحد من المشركين ونطق أيضًا بشهادة أن محمدًا رسول اللَّه، ولم يعرف معنى الإِله ولا معنى الرسول وصلى وصام وحج، ولا يدري ما ذلك، إلا أنه رأى الناس يفعلونه فتابعهم، ولم يفعل شيئًا من الشرك، فإِنه لا يشك أحد في عدم إِسلامه"١.
٢- حد المعرفة المجملة باللَّه ﷾:
هو أن يعرف العبد ربه معرفة صحيحة ولو كانت مجملة (ضعيفة)، تمكنه من التمييز بين ربه الإِله الحق وغيره من الآلهة الباطلة وسائر الموجودات.
وذلك أنه لا يكون مسلمًا مَن نطق بالشهادتين، وأظهر الإِسلام لكنه لا يعرف ربه معرفة صحيحة، كحال من يقول بوحدة الوجود٢،
١ تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، ص (٨٠) .
٢ وحدة الوجود: هو مذهب الذين يوحدون اللَّه والعالم - تعالى اللَّه عن ذلك- ويزعمون أن كل شيء هو اللَّه تعالى، وأن العالم مظهر من مظاهر الذات الإِلهية، وأنه صادر عن اللَّه تعالى بالتجلي، ويزعمون أن وجود العالم هو عين وجود الله. سبحانك هذا إفك عظيم. انظر: المعجم الفلسفي، د. جميل صليبا، (٢/٥٦٩) . ومصرع التصوف أو تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للبقاعي، ت: عبد الرحمن الوكيل، ص (٦٢) .