يرجع كل ظاهرة إلى أصلها، وأحيانًا ينصّ على أنه لهجة قبيلة معينة وضرورة عند غيرهم. فنراه - مثلًا - يقول عن تسكين هاء الغائب واختلاس حركتها: "وقد تسكن أو تختلس الحركة بعد متحرك عند بني عُقَيل، وبني كلاب اختيارًا، وعند غيرهم اضطرارًا"١.
وقد ذكر في كتاب "التسهيل" جملة من المسائل يعدّها بعضهم ضرورة ولا يراها هو كذلك كحذف نون الوقاية من "ليس"، و"ليت"، و"عن"، و"قد"، و"قط"٢، وزيادة "ال" في العلم، والتمييز، والحال٣، وإسكان عين "مع"٤، والفصل بينها وبين تمييزها٥، وتأكيد المضارع المثبت٦، ومجيء الشرط مضارعًا، والجواب ماضيًا٧، وإجراء الوصل مجرى الوقف٨.
وفي بعض كتبه الأخرى يشير إلى أن بعض الظواهر تكثر في الشعر دون النثر٩.
(ولعله في هذا متأثر بسيبويه. وهذا يشعر بأنهما يدركان أن للشعر نظامًا خاصًا به في صرفه، ونحوه ينبغي أن يدرس وحده منفصلًا عن النثر، ولكن النظرة السائدة إلى وحدة اللغة جعلت هذه الملاحظة تقف عند حدّ الإدراك الذي لم يؤيده التنفيذ العملي) ١٠.