67

The Music of Remembrance

العزف على أنوار الذكر

Genres

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (٥٧) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمْ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (٥٨) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (٥٩) وذكر من قصة العبد الصالح مع سيدنا موسى ﵇ أحوال من حفظوا من الفناء والهلاك كحال أصحاب السفينة وحال الأبوين الصالحين بقتل غلامهما الطاغى الكافر استبقاء لهم على الإيمان والصلاح وحال الغلامين اليتيمين ابنى الرجل الصالح وبناء الجدار استبقاء لكنزهما. وهذه الحلقة من قصة سيدنا " موسى" ﵇ لم تذكر فى غير سورة الكهف على الرغم من ذكر قصته ﵇ فى مواطن كثيرة من سور القرآن الكريم. (١)

(١) - إذا ما تأملت الأحداث الثلاثة التي كانت من العبد الصالح، وما كان من شأن سيدنا موسى ﵇ في الاستفهام عمَّا كان من العبد الصالح، وتأملت حال سيدنا موسى ﵇ من قبل لرأيت أنه قد كان لسيدنا موسى ﵇ حال، وهو رضيع كمثل حال خرق السفينة: ألا ترى أنّ أمه ﵂ قد ألقت به في اليم لينجو؟ أتكون بمنطق العقل البشري نجاة في إلقاء وليد في اليم؟ أتلحظ شيئًا من الإشارة إلى معنى ﴿ِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا﴾ . وكان منه قتل القبطيّ كمثل ما كان من العبد الصالح قتل الغلام الكافر. وكان من سيدنا موسى ﵇ سقي الغنم للفتاتين دون أجر، وهو الذي كان في افتقار إلى ذلك، وهذا كمثل ما كان من العبد الصالح من بناء الجدار في قرية استطعما أهلها، فأبوا أن يضيفوهما. وهي قد نسقت في السورة كمثل ما نسقت نظائرها وقوعًا في حياة سيدنا "موسى" ﵇:الأول فالأول. تأمل هذا التقارب، وما فيه من لطائف الإشارات، ووجه البيان عنه في سورة الحمد على نعمة الإبقاء الأول، ومنزلة الفقه عن الله ﷿ وأثره في تحقيق كمال البقاء الأول.

1 / 67