The Mosques: Houses of God

Ayman Ismail d. Unknown
77

The Mosques: Houses of God

المساجد بيوت الله

Genres

فكيف الجمع بين هذا الحديث وبين النهي الوارد سابقًا؟؟ الجواب: - أنه لا بأس بإدامة الصلاة في موضع واحد وملازمته بعينه إذا كان فيه فضيلة، كمن يتحرى الصلاة عند الاسطوانة التي عند المصحف، بالمسجد النبوي؛ لنص الشرع على فضيلة ذلك المكان. (١) ويدخل فى ذلك: ملازمة الصلاة في الروضة؛ لقوله ﷺ: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " (٢)

(١) قَالَ الْحَافِظ: وَالْأُسْطُوَانَة الْمَذْكُورَة حَقَّقَ لَنَا بَعْض مَشَايِخنَا أَنَّهَا الْمُتَوَسِّطَة فِي الرَّوْضَةِ الْمُكَرَّمَةِ وَأَنَّهَا تُعْرَف بِأُسْطُوَانَةِ الْمُهَاجِرِينَ. وانظر فتح الباري (١/ ٥٧٧) (٢) أخرجه أحمد (٧٢٢٣) والبخاري (١١٩٥) ومسلم (١٣٩٠) وأما ما روي مرفوعًا" (مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ") فقد أخرجه ابن أبي عاصم (٧٣١) وابن أبي شيبة (٣١٦٥٩) وهو ضعيف مخالف للروايات الثابتة في الصحيحين وغيرهما بلفظ ما بين بيتي ومنبري إلخ. وقد أشار شيخ الإسلام إلى ضعفه، وضعفه أيضًا القرطبي وابن حجر والألباني. قال القرطبي: رواية (قبري) وكأنه بالمعنى لأنه دفن في بيت سكناه ا. هـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "في بيتي". هذا هو الثابت الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى، فقال: "قبري"، وهو ﷺ حين قال هذا لم يكن قد قبر ﷺ، لهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة حيث تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان هذا نصا في محل النزاع، ولكن دفن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه. ا. هـ وانظرالقاعدة الجليلة (١/ ١٥٢) وفتح الباري (٣/ ٧٠) وظلال الجنة (١/ ٣٠٣) فوائد فى غريب الحديث: (بيتي) مسكني وهو مكان قبره الآن ﷺ. وقوله "روضة من رياض الجنة " معناه على قولين: أحدهما أنَّ ذلك الموضع بعينه يُنقل إلى الجنة - وهو الراجح والله أعلم-، والثاني أنَّ العبادة فيه تؤدي إلى الجنة، كما في قوله ﷺ "الزم رجل أمك فثمَّ الجنة "، ولكن على المعنى الثاني فإنَّ ذلك شريطة أن لا يؤدى ذلك إلى إيذاء المسلمين أو التضييق عليهم، كما يفعله الكثيرون من الحجاج والزوار الآن، حيث إنهم يمكثون فترة طويلة في الروضة الشريفة فيضيقون على الناس ويكونون سببًا في إذائهم ويفوتون عليهم خيرًا سعوا إليه

1 / 77