(فينّا)، وإنّما تلك المبالغات التي وصف بها الإنجيل الرسول ﷺ، نحن نصدّق أن يبشر الإنجيل بالرسول ﷺ ولكننا نستبعد كل البعد أن يكون قد شاع بين أهل الكتاب تلك الخرافات التي شاعت بين المسلمين بعد بعثة الرسول ﷺ، ونسبوها للرسول ﷺ، فنجد في هذا الإنجيل أنّ الله أعطى رسوله محمدًا ﷺ كل شيء، وخلق من أجله كل شيء، وجعله قبل كل شيء، انظر ص (٩١، ٩٣، ١١٠)، وفي ص (١١١) يقول حاكيًا كلام الرسول ﷺ: " يا رب اذكر أنك لما خلقتني قلت: إنّك أردت أن تخلق العالم والجنة والملائكة - والناس حبًّا فيّ ليمجدوك بي أنا عبدك ".
وفي ص (١٦١)، اصبر يا محمد، لأجلك أريد أن أخلق الجنّة والعالم وجمًّا غفيرًا من الخلائق التي أهبها لك.. ".
وفي ص (٢٦٦)، " هذا هو الذي لأجله خلق الله كل شيء ".
وفي ص (١٥٢) يقول: " ولذلك لما خلق الله قبل كل شيء رسوله ".
هذه الأقوال بدون شكّ غير صحيحة، وهي تناقض الحقّ الذي بين أيدينا، فالله خلق البشر والملائكة والجنَّ لعبادته (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: ٥٦] .
وأول المخلوقات القلم كما في الحديث " أول ما خلق الله القلم " وهذه الأقوال التي فيها غلو شاعت بين المسلمين، وصاغوها أحاديث نسبوها إلى الرسول ﷺ، ومن هذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة حديث " لولاك لما خلقت الأفلاك " (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة حديث رقم ٢٨٢) وحديث " كنت نبيًا وآدم بين الماء والطين " (حديث رقم ٣٠٢، ٣٠٣) وحديث: " كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث " (كتاب الفوائد المجموعة للشوكاني ص٣٢٦) .
وحديث: " لقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك علي ومنزلتك عندي، ولولاك يا محمد ما خلقت الدنيا " (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث