337

Al-rasūl al-qāʾid

الرسول القائد

Publisher

دار الفكر

Edition Number

السادسة

Publication Year

١٤٢٢ هـ

Publisher Location

بيروت

Genres

قال النبي ﷺ: (فأين أنت من ذلك يا سعد)؟ قال: (ما أنا إلا امرؤ من قومي) .
قال النبي ﷺ: (اجمع لي قومك في هذه الحظيرة، «١» فاذا اجتمعوا فأعلمني) . فخرج سعد، فجمعهم حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له، قال: (يا رسول الله! اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم) .
وقف النبي ﷺ فيهم خطيبا فقال: (يا معشر الأنصار! ألم آتكم ضلالا فهداكم الله، وعالة «٢» فأغناكم الله، وأعداء فألّف الله بين قلوبكم)؟
قالوا: (بلى! الله ورسوله أمنّ «٣» وأفضل) .
قال النبي ﷺ: (ألا تجيبون يا معشر الأنصار)؟ قالوا: وما نقول يا رسول الله، وماذ نجيبك؟؟ المن لله ولرسوله.
قال النبي ﷺ: (والله لو شئتم لقلتم وصدقتكم: جئتنا طريدا فآويناك، وعائلا فآسيناك «٤»، وخائفا فأمّنّاك، ومخذولا فناصرناك! أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في لعاعة «٥» من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا، ووكلتكم الى ما قسم الله لكم من الاسلام؟ أفلا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس الى رحالهم بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله الى رحالكم؟ فو الذي

(١) - الحظيرة: هي في الأصل مكان يتخذ للإبل والغنم يمنعها الانفلات ويمنعها هجمات اللصوص والوحوش.
(٢) - العالة: الفقراء.
(٣) - أمنّ: هو أفعل تفضيل من المنة وهي النعمة.
(٤) - آسيناك: أعطيناك حتى جعلناك كأحدنا.
(٥) - لعاعة: بقلة حمراء ناعمة، شبه بها زهرة الدنيا ونعيمها.

1 / 388