169

Al-Ikhtiyārāt al-fiqhiyya li-l-Shaykh ʿUbayd Allāh al-Mubārakfūrī Kitāb al-ṣiyām wa-l-iʿtikāf

الاختيارات الفقهية للشيخ عبيد الله المباركفوري كتاب الصيام والاعتكاف

Genres

أين التلفظ بالنية في حديث عائشة؟، إن ما وقع من النبي ﷺ هو إخبار بأنه صائم. فأين من يقول مخبرا: إني صائم، ممن يقول: نويت صيام يوم كذا وكذا فرضا لله، هل يستويان مثلا؟ .
ثانيا: وأما استدلالهم بتلبية النبي ﷺ، فيجاب عنه من وجهين:
الأول: أنه ﷺ إنما قال ذلك في ابتداء إحرامه؛ تعليما للصحابة ما يُهِلُّون به، ويقصدونه من النُسُك (١).
الثاني: أن هذا ليس مما نحن فيه، فإن النبي ﷺ كان يَذكُر نُسُكه في تلبيته، فيقول: «لَبَّيك عمرة وحجا»، وإنما كلامنا أنه يقول عند إرادة عقد الإحرام: «اللهم إني أريد الحج أو العمرة»، حتى يستقيم لهم القياس (٢).
ثالثا: وأما استحبابهم التلفظ بالنية، فيجاب عنه:
أن الاستحباب حكم شرعي لا يكون إلا بدليل، ولا دليل (٣).
رابعا: وأما قولهم: إن اللسان يساعد القلب ويعبر عما استقر فيه، وليوافقه، فيجاب عنه:
"أن النية بليغ العلم، فمتى عَلِم العبد ما يفعله كان قد نواه ضرورة، فلا يُتَصَور مع وجود العلم بالعقل أن يَفعل بلا نية، ولا يمكن مع عدم العلم أن تحصل نيةٌ" (٤).
فلا معنى حين إذ لاقتران اللسان بعقد النية. والله تعالى أعلم.

(١) ينظر: شرح العمدة من أول كتاب الصلاة ص ٥٩١، ومرقاة المفاتيح ١/ ٤٣.
(٢) ينظر جامع العلوم والحكم ١/ ٩٦، ومرقاة المفاتيح ١/ ٤٢.
(٣) مجموع الفتاوى لابن تيمية ٢٢/ ٢٢٢، إعلام الموقعين ٢/ ٣٨٩ - ٣٩١.
(٤) مجموع الفتاوى لابن تيمية ٢٢/ ٢٣١ - ٢٣٢.

1 / 169