214

Athar al-istishrāq ʿalā al-manhaj al-ʿaqadī biʾl-Hind

أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند

Genres

التعاليم العيسوية نفسها، فلم يكن أتباعه راسخين في العقيدة بل كانوا متذبذبين، وعلى عكس ذلك فإن أصحاب محمد ﷺ كانوا على استقامة ثابتة وعلى عقيدة غير متزلزلة، وهذا أسمى شهادة لمحمد ﷺ بصدقه وإخلاصه، ونجاحه في رسالته (^١).
ودلل على كون رسالة عيسى ﵇ ناقصة غير كاملة بالإشارة إلى المؤتمرات المنعقدة والمجامع المسكونية لتقرير أصول الدين وعقائده الجديدة، ثم لا تصمد هذه الأصول أمام تعقل بسيط أو تحرر يسير، ومن هنا يتأكد الأمر بأن حياة عيسى ﵇ القصيرة لم تكتمل فيها الرسالة، وهي بحاجة إلى رسالة جديدة ومعلم جديد، ألا وهو محمد ﷺ، فرسالته متممة ومكملة لرسالة عيسى ﵇ وهي تتم مكارم الأخلاق (^٢).
ونهج أمير علي المنهج المادي الخالص عندما نسب بعض الأحكام إلى أسباب مادية، مصطنعة، وتجاهل عن أسبالب حقيقة معنوية، فيقول في ذكر سبب اتجاه المسلمين إلى الكعبة: "أراد النبي ﷺ أن تظل ذكرى المكان الذي شهد مولد الإسلام حية في أذهان العالم الإسلامي، فأمر المسلمين أن يولوا وجوههم في الصلوة شطر مكة باعتبار كونها المركز المجيد الذي أشرقت منه شمس الدين الجديد، ورأى بنور النبوة ما ينشأ عن التضامن بين المسلمين إذا اتخذت نقطة مركزية تلتف حولها قلوب أمته في كل زمان، ولذلك أمر ﷺ أن يتجه المسلمون في جميع أنحاء الأرض إلى مكة" اهـ (^٣).
وكما يبدو من العبارة السابقة أن أمير علي انطلق من منطلق أن القرآن من عند محمد ﷺ، فقد نسب الأمر إلى ذات النبي ﷺ وعلقه بنور النبوة وفراسة النبي ﷺ، وليس من عند الله، وسيأتي الرد على مثل هذه الافتراءات في الفصول القادمة إن شاء الله.

(^١) ينظر روح الإسلام لأمير علي: ١/ ٩٩ - ١٠٠.
(^٢) ينظر المرجع السابق: ١/ ٤٢.
(^٣) المرجع السابق: ٢/ ٣٨.

1 / 185