221

The Hereafter - Omar Abdelkafy

الدار الآخرة - عمر عبد الكافي

Genres

مسئولية العلماء عن النصح وقول الحق الدليل الثالث على أنك من السعداء المقبولين اللهم اجعلنا وإياك منهم والمسلمين والمسلمات يا رب العالمين الحاضرين والغائبين إن شاء الله، من أرضى خالقه قبل أن يلقاه، أنت سوف تلقى الله في إخوة أصبحوا من أهل الآخرة، وتركنا العباد في الحلقة السابقة وقد نودي على أئمة الخير، ونودي على أئمة الشر، إمام الخير: الرجل الذي يقود الناس إلى ما يرضي الله ربنا ﷾، ويأخذه على رءوس الأشهاد، وبعد أن يحاسبه ويكرمه بكرامته ومغفرته ورحمته يقول له: يا عبدي! بلغ من خلفك بمثل ما بشرناك به؛ لأنهم كانوا أناسًا طائعين، والأئمة في الشر والعياذ بالله الذين يأخذون الناس إلى كل شر فتجدهم كثيرين في هذا الزمن. ووجب علينا إذا رأينا أحدًا على معصية ألا نسكت؛ لأنه يوم القيامة سوف يتعلق بك، وإن رأيتني على الشر ولم تنهني فسوف تسأل عني، مثل العلماء المنافقين الذين ينافقون الحكومات في كل البلاد، سوف يسألهم الله ﷿ عن علمهم ماذا صنعوا مع حكامهم به، يا ترى نهوهم أو لم ينهوهم، ويا ترى تقاعسوا وخافوا على أنفسهم أم أنهم بلغوا كلام الله ﷿، يا ترى هل أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر؟! يا ترى هل صنعوا ما كان يصنعه الصحابة مع الخلفاء والمسلمين ومع أمراء المؤمنين سواء في الدولة الأموية أو العباسية أم أنهم يطبلون مع من يطبل، ويزمرون مع من يزمر؟! ولو كان الناس ينافقون كلهم لوجب على العالم ألا ينافق وألا يخاف في الله لومة لائم؛ لأن الله سيسأله عن هذا العلم: هل بلغت؟! يقول: نعم يا رب بلغت، أنت بلغت المساكين الذين لا يقولون لك لا، لكن هل ذهبت إلى الرجل المفسد وبلغته وقلت له كلمة الحلق؟! إذًا: سوف يسألنا جميعًا رب العباد عن تبليغنا أوامر الله ﷿، وتبليغنا النواهي التي نهانا رب العباد سبحانه عنها؛ لأن هؤلاء سيتعلقون في رقبتنا ويقولون: أنتم كنتم معنا ولم تكلمونا، ذهبنا نزوركم ولم تسمعونا، لا، نحن إذًا نبلغ في كل وقت وفي كل حين، وهذه مسئوليتنا جميعًا أن نبلغ كلام الله ﷿، ويقول ﷺ: (بلغوا عني ولو آية)، حتى يقول: والله أنا سمعت الشيخ يقول كذا. يقول ﷺ: (فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه).

12 / 7