The Guide and the Guided
الهادي والمهتدي
Publisher
(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م
Genres
رواية «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» (١)، ومِنْ الحماية عدم الغلو في شخص رسول الله ﷺ وقد وقع في هذا المحذور أمة من الناس، مخالفين بذلك قوله ﷺ: «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا عبد الله ورسوله) (٢)، وإذا كان الغلو في شخص رسول الله ﷺ منهي عنه حماية لوحدة المعبود، فكذلك الغلو في أشخاص العلماء والصالحين منهي عنه، حماية لوحدة المتبوع ﷺ، هذا هو دين الإسلام، دين الوسطية لا إفراط ولا تفريط؛ لذلك حذر رسول الله ﷺ من الإحداث في الدين، واعتبر ذلك من الضلال، كان ﷺ في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول: «من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، إن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» (٣)، ألا يكفي هذا لتنبيه الغافلين، وتحذير الغالين من الخسران المبين؟ !، فتصان الوحدة في الاتباع من اقتحام البدع، وسيطرة الأهواء، فلا يكون الاتباع إلا خالصا لرسول الله ﷺ، لقول الله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (٤)، وقد ربط الله محبته باتباع عبده ورسوله نبينا محمد ﷺ فقال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٥)، وقال ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به لا يزيغ عنه» (٦)، فلا يجوز ترك قول الرسول ﷺ واتباع ما يخالفه، من الأقوال كائنا من كان قائلها، وقد فهم هذا الأئمة الأعلام وكل مسلم يجب أن يقول كما قال الأئمة ﵏: قال الإمام أبو حنيفة ﵀: إذا جاء القول عن رسول الله ﷺ فعلى
_________
(١) البخاري حديث (٢٦٩٧).
(٢) البخاري حديث (٣٤٤٥) ..
(٣) النسائي حديث (١٥٧٨).
(٤) من الآية (٧) من سورة الحشر.
(٥) الآية (٣١) من سورة آل عمران.
(٦) السنة لابن أبي عاصم ١٥ ..
1 / 27