The Fragrance of Jasmine in the Biography of the One with Two Wings

Naif Munir Faris d. Unknown
69

The Fragrance of Jasmine in the Biography of the One with Two Wings

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

Publisher

مبرة الآل والأصحاب

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الكويت

Genres

واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدًا ولا أكاد، قالت أم سلمة: فلما خرجا من عنده، قال عمرو بن العاص: والله لأنبئنهم غدًا عيبهم عندهم، ثم استأصل به خضراءهم (^١)، قالت: فقال له عبد الله بن أبى ربيعة -وكان أتقى الرجلين فينا-: لا تفعل فإن لهم أرحامًا وإن كانوا قد خالفونا، قال: والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد، قالت: ثم غدا عليه الغد، فقال له أيها الملك: إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه، قالت: فأرسل إليهم يسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثله (^٢)، فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا كائنًا في ذلك ما هو كائن. فلما دخلوا عليه قال لهم: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر بن أبى طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا، هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول. قالت: فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودًا ثم قال: ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود، فتناخرت (^٣) بطارقته حوله حين قال ما قال، فقال: وإن نَخَرْتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي- والسيوم الآمنون - مَن سبَّكم غرم (^٤)، ثم من سبَّكم غرم، فما أحب أنَّ لي دبرًا ذهبًا وإني آذيت رجلًا منكم، -والدبر بلسان الحبشة الجبل-، ردوا عليهما هداياهما فلا حاجة لنا بها، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة

(^١) خضراءهم: أي شجرتهم التي تفرعوا منها. (^٢) ولم ينزل بنا مثله: أي لم ينزل بنا من البلاء مثل هذا البلاء.. (^٣) تناخرت: أي تكلمت، وكأنه كلام من غضب ونفور. (^٤) الغُرْم: ما يلزم الشخص أداؤه كالضمان والدين والدية وغير ذلك..

1 / 74