294

Uṣūl al-wuṣūl ilā Allāh Taʿālā

أصول الوصول إلى الله تعالى

Publisher

المكتبة التوفيقية

Edition

الثانية

Publisher Location

القاهرة

Genres

الأصل السادس والعشرون: كل متاع فى الدنيا يسحب من رصيدك فى نعيم الآخرة
لقد أصبت بالرعب عندما قرأت حديث صحيح مسلم: قال رسول الله ﷺ: " ما من غازية تغزو فى سبيل الله فيصيبون الغنيمة، إلا تعجلوا ثلثى أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث، وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم " [أخرجه مسلم] .. وكأنى أقرأه لأول مرة فى حياتى حديث يخوف .. يرعب ..
نفهم من هذا الحديث أن الذين يغزون فيغنمون ويسلمون استعجلوا ثلثى أجرهم، أى: ضيعوا الثلثين من الاجر فى الدنيا، فلم يبق لهم فى الآخرة إلا الاجر القليل .. فالذى أخذته من الدنيا كم ضيعت فى مقابله من الآخرة .. إن كل ما تأخذه من الدنيا مخصوم من حسابك فى الآخرة.
أخذت من الدنيا مالا أو سيارة أو .. مخصوم من نعيم الآخرة .. ولا يستوى فى الآخرة الفقير مع الغنى، وإن دخل الغنى الجنة .. لا يستويان أبدا .. قال - الله تعالى -: " أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهاَ" (الأحقاف: ٢٠)، وقال - تعالى - " ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ " (التكاثر: ٨) .. فكل ما أوتيته من متاع الدنيا فهو بالخصم من نعيمك فى الآخرة.

1 / 306