وتنمو المحبة على الإجابة بالفاقة .. لابد أن تظهر فقرك وضعفك وذلك ومسكنتك بين يدى الله .. بعضنا - يا شباب - يظن أنه " فتوة " .. ما لا يكون بالله لا يكون بغيره، قال - تعالى -: " وما تشاءون الإ أن يشاء الله " (الإنسان:: ٣٠)، ولذلك تنمو المحبة بإظهار الفاقة والضعف والفقر والذل والمسكنة.
شيخ الإسلام ابن تيمية رأى إنسانا يقف تحت حر الشمس حاسر الرأس حافيا، فسأل عنه فقالوا له: إنه نذر أن لا يجلس فى الظل، فقال شيخ الإسلام: " يا جاهل، هذا تقاو على الله " .. أتتقاوى على الله؟!! .. قال لك الله: البس وتستر واركب، فلماذا تتقاوى عليه؟!! .. لا تتقاو بنفسك على الله، قال - تعالى -: " إنما الصدقات للفقراء " (التوبة: ٦٠)، فأظهر فقرك ليتصدق الله عليك .. أظهر ضعفك ليرحمك.
يقول ابن الجوزى: " تضاعف ما أمكنك، فإن اللطف مع الضعف أكثر ".
كلما أظهرت ضعفك كلما لطف بك، ولا تقل: أنا أستطيع أن أواجه كذا وأقدر على كذا، قال رسول الله ﷺ: " لا تتمنوا لقاء العدو، لكن اسألوا الله العافية " [متفق عليه] .. اللهم إنا نسألك العافية فى الدنيا والآخرة .. فإياك أن تعتقد أنك " فتوة " ..