246

Uṣūl al-wuṣūl ilā Allāh Taʿālā

أصول الوصول إلى الله تعالى

Publisher

المكتبة التوفيقية

Edition Number

الثانية

Publisher Location

القاهرة

Genres

مرتبة الذين صار العلم لنفوسهم وصفا وخلقا بعدم ترك العلم لعدم عملهم به بداية أو لسوء نيتهم فيه، عليهم بمواصلة الطلب، فإنه سيلجئهم حتما الى العمل.
يقول ﵀: " على أن المثابرةعلى طلب العلم والتفقه فيه، وعدم الاجتزاء باليسير منه، يجر إلى العمل به، ويلجىء إليه، وهو معنى قول الحسن: كنا نطلب العلم للدنيا فجرنا الآخرة. وعن حبيب بن أبى ثابت: طلبنا هذا الامر وليس لنا فيه نية، ثم جاءت النية بعد. وعن أبى الوليد الطيالسى قال: سمعت ابن عيينة منذ اكثر من ستين سنة يقول: طلبنا هذا الحديث لغير الله فأعقبنا الله ما ترون ".
وإذا كان لقاح العلم العمل به، وأن زكاة العلم العمل .. هذا فى حق كل الناس، فهم مكلفون بالعمل .. إذا كان ذلك فالعمل فى حق من هم مظنة الاقتداء بهم أحرى وأولى.
وفى نهاية هذا البحث الماتع يقول الشاطبى ﵀: " فالحاصل أن الافعال أقوى فى التأسى والبيان إذا جامعت الأقوال، من انفراد الاقوال، فاعتبارها فى نفسها لمن قام فى مقام الاقتداء أكيد لازم، بل يقال: إذا اعتبر هذا المعنى فى كل من هو مظنة الاقتداء ومنزلة التبيين، ففرض عليه تفقد جميع أقواله وأعماله. ولا فرق فى هذا بين ما هو واجب وما هو مندوب أو مباح أو مكروه أو ممنوع وهذا البيان الشافى المخرج عن الاطراف والانحرافات هو الراد إلى الصراط المستقيم " اهـ.

1 / 258