The Foundations of Attaining God Almighty
أصول الوصول إلى الله تعالى
Publisher
المكتبة التوفيقية
Edition Number
الثانية
Publisher Location
القاهرة
Genres
أيها الاخ الكريم، سؤال واضح ومحدد وصريح ويحتاج الى إجابة قاطعة: كيف حالك مع الله؟ ..
اسألك فى التو واللحظة: الآن، هل الله راض عنك؟ أجب ولا تكن مغرورا .. لو مت اليوم فى لحظتك هذه، هل ستكون من النبى محمج ﷺ فى الجنة؟! .. هذه هى القضية التى أقصدها .. أن تجعل نفسك قضيتك، ورضا ربك عنك هو موضوعك.
نعم يا شباب: كلنا مشغولون، ولكن ٩٩ % من الشغل بالاخرين، ٩٩ % من الشغل بأنفسنا ليس بالله .. حتى الجزء اليسير الذى ننشغل فيه بأنفسنا لنصلحها لا يكون لله - ولا حول ولا قوة الا بالله -، فاللهم ارزقنا الإخلاص واجعلنا من أهله، لذلك لا تغتر بعبادات تؤديها، وقربات تقوم بها، وطاعات تقدمها، وعبادات تغتر بصورها وهى فى الحقيقة من الفتنة.
أيها الاخوة فى الله، أحبتى فى الله، تأملوا معى هذه القصة: خرج رجل من الصوفية الى الخلاء يعبد الله، فوجد فى الصحراء على الارض غرابا أعمى مكسور الجناح، فوقف يتأمل: سبحان الله! غراب أعمى مكسور الجناح وفى صحراء! من أين يأكل ويشرب وكيف يعيش؟! فبينما هو ينظر إذ جاء غراب آخر فوقف ففتح الغراب الأعمى فمه، فأطعمه الغراب الاخر فى فمه وسقاه حتى شبع تعجب الرجل وقال: سبحان الله! .. والله لقد أرانى الله آية .. أبعد هذا أسعى من أجل الرزق .. وأوى الى كهف فأقام فيه، فسمع به عالم فسأل عن مكانه، فقالوا: أوى إلى كهف يتعبد، فمضى اليه وقال له: ما الذى حملك على ما صنعت؟ فحكى له قصة الغراب، فقال له: سبحان الله! ولم رضيت أن تكون الأعمى؟!!.
1 / 121