252

The Forty Creedal Principles

الأربعون العقدية

Publisher

دار الآثار

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٢١ م

Publisher Location

مصر

Genres

*ثم نقول: أننا نتفق معكم أن نطق الشهادتين يكفي في الحكم بإسلام قائلها ظاهرًا، وبها يُعصم مال المرء ودمه، ولكنه إذا أظهر نفاقًا جليًا واضحًا، حكمنا بنفاقه النفاق المخرج من الملة؛ فإنّ الأحاديث التي نصت على عصمة المال والنفس لمن نطق بكلمة التوحيد ليست على إطلاقها، بل هي مقيدة بالآيات التي دلت على الحكم بالنفاق على أناس نطقوا الشهادتين، وقد أتوا بالنفاق الأكبر المخرج من الملة. * الإيمان عند الأشاعرة والماتريدية: ١ - الإيمان عند الأشاعرة هو التصديق بالقلب، ولولم ينطق بلسانه، فقول اللسان عندهم شرط فقط لإجراء الأحكام الدنيوية، من التوارث والتناكح والصلاة خلف المرء وعليه، ودفنه في مقابر المسلمين. فمن صدَّق بقلبه ولم ينطق فهو مؤمن، إلا إذا دُعِى للنطق بالشهادتين فأبى، فهنا تجري عليه أحكام الكفَّار في الدنيا والآخرة. ٢ - أعمال الجوارح ليست داخلة في الإيمان، بل هي شرط كمال فيه، والإيمان يزيد وينقص. (^١) البيجوري: والعمل شرط كمال من المختار عند أهل السنة -يقصد الأشاعرة - فمن أتى به حصَّل الكمال، ومن تركه فهو مؤمن، لكنه فوَّت على نفسه الكمال، إذ لم يكن مع ذلك استحلال أو عناد للشرع أو شك، إلا فهو كافر فيما عُلِم من الدين بالضرورة. (^٢)

(^١) وانظر شرح المواقف للجرجاني (٨/ ٣٥١) والإرشاد إلى قواطع الأدلة (ص/٣٩٧) وشرح الصاوي على الجوهرة (ص/١٣٢) (^٢) وانظر شرح العقائد النسفية (ص/٢٧٥) وشرح جوهرة التوحيد (ص/٨٨) * تنبيه مهم: قد رجَّح صاحب الجوهرة أن قول اللسان مع تصديق القلب شرط فى صحة الإيمان، ولكنَّ الأشاعرة فيما ذهبوا إليه فى مسألة الإيمان فهم غير ملزمين بالقول بإيمان أبي طالب مثلًا؛ لأنهم يقولون أن الذى يُطلب منه قول اللسان فيتركه إباءً فهو كافر، كما نص عليه البيجوري في التحفة (ص/٤٥). وقد ذكرنا فيما سبق ضعف قولهم بأن قول اللسان ليس شرطًا فى صحة الإيمان؛ فقول اللسان مع عمل القلب وقوله. وعمل الجوارح هو مجموع ما يحصل به أصل الإيمان بإجماع أهل السنة والجماعة. فإن قيل: فما الفارق بين قول الجهمية فى الإيمان الذى هو المعرفة، وقول الأشاعرة الذى هو التصديق؟ فالجواب: أنَّ متأخرى الأشاعرة لا يُثبتون تصديقًا مجردًا عن أعمال القلوب، بل يُدخلون فى التصديق الإذعان والإنقياد والقبول، كما أنهم يُكفِّرون المشركين الذين عرفوا الحق ولم ينقادوا له. وانظرنقد الجوهرة (ص/٨٩)

1 / 271