87

The Famous Saying of Imam Malik on the Attribute of Istiwa

الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة

Publication Year

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Genres

وسأقتصر في التمثيل على ذلك بنقلين عن اثنين من المعاصرين حول ما فهماه من كلامه ﵀، ثم أوضِّح ما في ذلك من انحراف وفساد وشطط في فهم كلام الإمام مالك ﵀.
١- قال الكوثري معلِّقًا على أثر الإمام مالك: "الاستواء معلوم يعني مورده في اللغة والكيفية التي أرادها الله مما يجوز عليه من معاني الاستواء مجهولة، فمن يقدر أن يعيِّنها؟ فتحصّل لك من كلام إمام المسلمين مالك أنَّ الاستواء معلوم وأنَّ ما يجوز على الله غير متعيّن وما يستحيل عليه هو منزّه عنه"١.
ففهم من كلام الإمام مالك ﵀ أنَّه أراد تفويض المعنى، لأنَّ الاستواء بزعمه مورده في اللغة جاء على معان عديدة ولا يُدرى ما المقصود بالاستواء المضاف إلى الله منها، ولهذا قال: "والكيفية التي أرادها الله مما يجوز عليه من معاني الاستواء مجهولة فمن يقدر أن يعيِّنها؟ ".
ولهذا قال في تعليقه على الأسماء والصفات للبيهقي: "الاستواء الثابت له ﷻ استواء يليق بجلاله على مراد الله ومراد رسوله من غير خوض في المعنى كما هو مسلك السلف"٢.
٢- وقال البوطي بعد ما قرّر أنَّ مذهب الخلَف هو تأويل النصوص: "وهكذا فقد كان بوسع الإمام مالك ﵀ أن يقول في عصره لذلك الذي سأله عن معنى الاستواء في الآية: "الكيف غير معقول، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"، إذ كان العصر عصر إيمان

١ مقالات الكوثري (ص:٢٩٤،٢٩٥)، مطبعة الأنوار بالقاهرة عام (١٣٨٨هـ) .
٢ الأسماء والصفات (ص:٣٢٠)، وانظر: (ص:٥١٣ ٥١٥) منه.

1 / 44