65

The Famous Saying of Imam Malik on the Attribute of Istiwa

الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة

Publication Year

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Genres

مجهول" أي غير مجهول الوجود، لأنَّ الله تعالى أخبر به، وخبرُه صدقٌ يقينًا لا يجوز الشك فيه، ولا الارتياب فيه، فكان غير مجهول لحصول العلم به، وقد روي في بعض الألفاظ "الاستواء معلوم"١"٢.
ولم يكن أحد من السلف ﵏ يتعرض لنصوص الاستواء أو غيره من الصفات بتأويل يصرف فيه هذه الألفاظ عن معانيها ودلالاتها المعلومة من لغة العرب.
روى اللالكائي في شرح الاعتقاد عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنَّه قال: "اتفق الفقهاء كلُّهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله ﷺ في صفة الربّ ﷿، من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه، فمن فسّر اليوم شيئًا من ذلك فقد خرج عما كان عليه النبي ﷺ وفارق الجماعة، فإنَّهم لم يصفوا ولم يفسِّروا، ولكن أفتَوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جَهمٍ فقد فارق الجماعة، لأنَّه قد وصفه بصفة لا شيء"٣.
وروى البيهقي وغيره عن أبي عبيد القاسم بن سلاّم قال: "هذه الأحاديث التي يقول فيها ضحِك ربُّنا مِن قنوط عباده وقُرْب خيره، وأنَّ جهنّم لا تمتلئ حتى يضع ربُّك فيها قدمَه، والكرسي موضع القدمين، وهذه الأحاديث في الرؤية، هي عندنا حقٌّ حَمَلَها الثقات بعضهم عن بعض، غير أنّا إذا سُئلنا عن تفسيرها لا نفسِّرها، وما أدركنا أحدًا يُفسِّرها"٤.

١ كما في طريق ابن عيينة وقد مرّت.
٢ ذم التأويل (ص:٢٦) .
٣ شرح الاعتقاد (٣/٤٣٢) .
٤ رواه البيهقي في الأسماء والصفات (٢/١٩٨)، والدارقطني في الصفات (ص:٦٨)، واللالكائي في شرح الاعتقاد (٣/٥٢٦)، والذهبي في السير (١٠/٥٠٥)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية (ص:٣٠): "بإسناد صحيح".

1 / 18