100

Al-athar al-mashhūr ʿan al-Imām Mālik fī ṣifat al-istiwāʾ

الأثر المشهور عن الإمام مالك ﵀ في صفة الاستواء

Publisher

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Edition Number

السنة الثالثة والثلاثون،العدد الحادي عشر بعد المائة

Publication Year

١٤٢١هـ/٢٠٠٠م

Genres

الذي لا يعلمه إلاَّ الله، وقد قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ ١.
روى البخاري ومسلم عن عائشة ﵂ أنها قالت: تلا رسول الله ﷺ هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ إلى قوله: ﴿أُولُو الأَلْبَابِ﴾ ٢ قالت: فقال رسول الله ﷺ: "فإذا رأيت الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم" ٣.
فأرشد صلوات الله وسلامه عليه إلى الحذر منهم واجتنابهم، وقصة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ﵁ مع صَبيغ بن عسل الذي كان يسأل عن متشابه القرآن مشهورة، رواها غير واحد من أهل العلم، وفيها تأديب عمر له، ونفيه إلى البصرة، وهو نوع من التعزير له ليتأدَّب "والتعزير منه ما يكون بالتوبيخ، وبالزجر بالكلام، ومنه ما يكون بالحبس، ومنه ما يكون بالنفي عن الوطن، ومنه ما يكون بالضرب"٤.
قال الإمام الآجري ﵀ بعد أن روى قصة عمر: "فإن قال قائل: فمن يسأل عن تفسير ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا فَالحَامِلاَتِ وِقْرًا﴾ ٥ استحق الضرب والتنكيل به والهجرة؟ قيل له: لم يكن ضرب عمر ﵁ له بسبب هذه المسألة، ولكن لما تأدّى إلى

١ سورة: آل عمران، الآية: (٧) .
٢ سورة: آل عمران، الآية: (٧) .
٣ البخاري (٨/٢٠٩ الفتح)، ومسلم (٤/٢٠٥٣) .
٤ الطرق الحكمية لابن القيم (ص:٢٦٥) .
٥ سورة: الذاريات، الآية: (١،٢) .

1 / 59