176

Ārāʾ al-Samʿānī al-ʿAqdiyya

آراء السمعاني العقدية

Genres

وقد فسّرها الإمام السمعاني بالدعاء (^١)، لكن بعض العلماء قالوا: هو أوسع من ذلك وأشمل، يقول الرازي: " اعلم أن كل من خالف أمر الله تعالى ونهيه، فقد اعتدى وتعدى، فيدخل تحت قوله: " إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " (^٢).
وقال ابن القيم بعد أن ذكر الخلاف في الاعتداء: " فالآية أعم من ذلك كله، وإن كان الاعتداء في الدعاء مرادًا بها، فهو من جملة المراد، والله لا يحب المعتدين في كل شيء، دعاء كان أو غيره " (^٣)، ولذا قال ابن عطية: " المعتدي هو: مجاوز الحد، ومرتكب الخطر " (^٤).
وقد ذكر الإمام السمعاني أن الاعتداء في الدعاء يكمن في عدة صور، منها:
١ - الجهر بالدعاء، وذكر عن ابن جريج قوله: الجهر بالدعاء عدوان.
٢ - أن يسأل لنفسه درجة ليس من أهلها، بأن يسأل درجة الأنبياء، وليس بنبي، ودرجة الشهداء، وليس بشهيد (^٥).
وذكر المفسرون صورًا أخرى للتعدي في الدعاء منها (^٦).
٣ - أن يدعو باللعنة والهلاك على من لا يستحق.
٤ - ونُقل عن ابن جريج: أن الصياح في الدعاء مكروه وبدعة.
٥ - الإسهاب في الدعاء.
٦ - أن يدعو طالبًا معصية وغير ذلك.
٧ - أن يدعو بما ليس في الكتاب والسنة، فيتخير ألفاظا مفقرة، وكلمات مُسجَّعة، قد وجدها في كراريس لا أصل لها، ولا معوّل عليها، فيجعلها شعاره، ويترك مادعا به رسول الله ﷺ، ذكره القرطبي في تفسيره (^٧).

(^١) «السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ١٨٩
(^٢) «الرازي: مفاتيح الغيب: ١٤/ ٢٨٢
(^٣) «ابن القيم: تفسير القرآن: ٢٦٢
(^٤) «ابن عطية: المحرر الوجيز: ٢/ ٤١٠
(^٥) «السمعاني: تفسير القرآن:٢/ ١٨٩
(^٦) «الماوردي: النكت والعيون:٢/ ٢٣١، الزمخشري: الكشاف:٢/ ١١١، ابن عطية: المحرر الوجيز:٢/ ٤١٠
(^٧) «القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:٧/ ٢٢٦

1 / 176