The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

Abdul Majeed bin Mohammed Al-Uwalan d. Unknown

The Doctrinal Implications of Cosmic Verses

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Publisher

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Publisher Location

اللملكة العربية السعودية

Genres

المقدمة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ (^١)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فإن التفكر في مخلوقات الله وآياته العظيمة، وما يحدثه الله ﷿ في هذا الكون، علويه وسفليه، من ليل ونهار، ورياح وأمطار، ورعد وبرق، وخسوف وكسوف، وزلازل وبراكين، وفيضانات وسيول وغير ذلك، كل ذلك بتصريف من الله وحده ﷿ عظهٌ واعتبار لمن اعتبر. وهذا التفكر يدل على أن هذا الكون له خالق مالك متصرف، مستحق للعبادة وحده، فهو سبحانه يظهر آياته الكونية للناس ليستدلوا بها على أنه هو المستحق للعبادة وحده، وأن كل ما سواه هو الباطل الذي يضمحل ويفنى، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (^٢)، قال ابن جرير ﵀: " هذا الذي أخبرتك يا محمد أن الله فعله من إيلاجه الليل في النهار، والنهار في الليل، وغير ذلك من عظيم قُدرته، إنما فعله بأنه الله حقا، دون ما يدعوه هؤلاء المشركون به، وأنه لا يقدر على فعل ذلك سواه، ولا تصلح الألوهة إلا لمن فعل ذلك بقُدرته" (^٣).

(^١) الأنعام: ١. (^٢) لقمان: ٣٠. (^٣) جامع البيان عن تأويل آي القرآن المعروف بتفسير الطبري لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، تحقيق: محمود شاكر، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط ١: ٢١/ ٩٦، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير، تقديم يوسف المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، ط ٢: ٢/ ٥٧٠.

1 / 5

قال القاسمي (^١) ﵀: " ﴿ذَلِكَ﴾ إشارة إلى ما ذكر من سعة العلم وشمول القدرة وعجائب الصنع واختصاص البارئ بها، ﴿بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ بسبب أن الحق، وجوده وإلهيته" (^٢). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (^٣) ﵀ فيما يحصل به اليقين وأنواع الفكر والاعتبار: "وأما كيف يحصل اليقين فبثلاثة أشياء: أحدها: تدبر القرآن، والثاني: تدبر الآيات التي يحدثها الله في الأنفس والآفاق التي تبين أنه حق،

(^١) هو جمال الدين (أو محمد جمال الدين) بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق المعروف بجمال الدين القاسمي، علامة الشام، له مصنفات كثيرة، منها: دلائل التوحيد، والفتوى في الإسلام، نقد النصائح الكافية، وموعظة المؤمنين اختصر به إحياء علوم الدين للغزالي، وإصلاح المساجد من البدع والعوائد، وقواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ومحاسن التأويل في تفسير القرآن الكريم، توفي عام ١٣٣٢ هـ. انظر: الأعلام لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط ١٥: ٢/ ١٣٥. (^٢) محاسن التأويل للقاسمي، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت: ٥/ ٤٨١. (^٣) هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي، الإمام العالم العلامة الفقيه، القدوة، وله المصنفات العظيمة، منها: منهاج السنة النبوية، ودرء تعارض العقل والنقل، والجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، والتدمرية، والواسطية، وغيرها، توفي عام ٧٢٨ هـ. انظر: ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب، دار المعرفة، بيروت: ٢/ ٣٨٧، والبداية والنهاية لابن كثير، تحقيق: د. عبدالله التركي، دار عالم الكتب، الرياض، ط ١: ١٤/ ١٤١، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي، تحقيق: محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير، دمشق، ط ١: ٦/ ٨٠، والأعلام للزركلي: ١/ ١٤٤، والجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون، جمع محمد عزير شمس وعلي العمران، دار عالم الفوائد، مكة، ط ١.

1 / 6

والثالث: العمل بموجب العلم، قال تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (^١) ... فبين سبحانه أنه يرُي الآيات المشهودة ليبين صدق الآيات المسموعة مع أن شهادته بالآيات المسموعة كافية" (^٢). والقرآن لم يذكر هذه الآيات الكونية على أنها مقصودة لذاتها؛ ولكنها دعوة عملية للإيمان بالله من منطلق أن كل ما نشاهده في هذا الكون فهو خاضع للنظام الدقيق وللعناية الفائقة، ولرحمة الرحمن بعباده. والنبي ﷺ يذكر بعض الآيات الكونية، ثم يذكر بعدها تقرير التوحيد ونفي الشرك وإثبات البعث وغير ذلك من مسائل العقيدة، فكان ﷺ يقول: " أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد ﷺ، وملة أبينا إبراهيم، حنيفا مسلما وما كان من المشركين " (^٣). وقد كان للنبي ﷺ هديه الواضح تجاه هذه الآيات الكونية، وبيان ما يقع من الناس فيها من مخالفات، تنقص من إيمان العبد أو تزيله، ومن ذلك أنه لما حصل الخسوف في زمنه ﵊ بين أن " الشمس

(^١) فصلت: ٥٣. (^٢) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، جمع الشيخ: عبد الرحمن بن قاسم، دار عالم الكتب، الرياض، ١٤١٢: ٣/ ٣٣١ - ٣٣٢. (^٣) المسند للإمام أحمد، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط ١: ٢٤/ ٧٧، برقم (١٥٣٦٠)، وقال محققه: إسناده على شرط الشيخين، وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة، تحقيق: د. فاروق حمادة، دار الكلم الطيب، دمشق، ط ١: ١/ ١٣٨، برقم (١ و٣)، وعزاه النووي لابن السني وصححه، انظر: كتاب الأذكار للنووي، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، دار الهدى، الرياض، ط ٧،: ١٢٥، وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار، تحقيق: حمدي السلفي، دار ابن كثير، دمشق، ط ١: ٢/ ٤٠١، حديث حسن، وانظر: السلسلة الصحيحة للألباني، مكتبة المعارف، الرياض، ط ١: ٦/ ١٢٣٠.

1 / 7

والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته" الحديث (^١). فبين أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، ونفى ما كان يعتقده أهل الجاهلية من أنهما ينخسفان لموت أحد أو حياته، ثم بين سبب حصول هذا الخسوف- بالإضافة إلى الأسباب الحسية - وهو غيرة الله أن تنتهك محارمه، ثم بين أنه ﷺ يعلم - بما أعلمه الله - من الأمور العظيمة التي لا يعلمونها، وهذا من أدلة نبوته. ومن أجل إيضاح هذه الدلائل والمسائل العقدية المتعلقة بالآيات الكونية، وبيان ما حصل من الناس من المخالفات العقدية التي تقعُ عند حدوثها، وحيث أن أغلب من تكلم عن هذا الموضوع تكلم من جهة تعلق هذه الآيات بتوحيد الربوبية أو إثبات الرسالة أو البعث، وقلّ من تكلم عنها من جهة تعلقها بمسائل العقيدة الأخرى كتوحيد الألوهية والأسماء والصفات، والإيمان بالغيب، والكتب والرسل، والقدر والفطرة، ومسائل الأسماء والأحكام، والنهي عن مشابهة المشركين ونحو ذلك، رغبت أن يكون بحثي لمرحلة الماجستير في العقيدة والمذاهب المعاصرة - بعد الاستشارة والاستخارة- بعنوان: " الدلالات العقدية للآيات الكونية" (^٢).

(^١) صحيح البخاري، اعتنى به أبو صهيب الكرمي، دار بيت الأفكار الدولية، الرياض: كتاب الكسوف، باب الصدقة في الكسوف: ٢٠٧، برقم (١٠٤٤). (^٢) أصل عنوان الرسالة: الآيات الكونية دراسة عقدية.

1 / 8

أهمية الموضوع وأسباب اختياره: ١ - بيان كمال قدرة الله وحكمته ﷿ في هذا الكون. ٢ - بيان منهج القرآن، وهدي النبي ﷺ تجاه الآيات الكونية. ٣ - كثرة الأدلة في الموضوع وتنوعها، مع أنه لم يُنبه في أغلب الكتابة عنها إلا فيما يتعلق بتوحيد الربوبية وإثبات الرسالة والبعث. ٤ - كثرة الحوادث وتنوعها في هذا الزمن، مع غفلة الناس عنها وعن الاعتبار بها؛ بل والوقوع في المخالفات العقدية فيها. ٥ - اختلاف الناس في التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن والسنة النبوية، مع وجود بعض المخالفات العقدية في ذلك. ٦ - أنه لم يسبق أن أفرد الموضوع بدراسة مستقلة وافية - حسب علمي -. أهداف البحث: ١ - جمع الآيات الكونية الواردة في النصوص الشرعية مع بيان المنهج الشرعي تجاهها، وبيان المخالفات العقدية التي تقع في ذلك. ٢ - بيان الموقف العقدي الصحيح من التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن والسنة النبوية. أسئلة البحث: السؤال الأول: ما المراد بالآيات الكونية؟ السؤال الثاني: ما علاقة توحيد الربوبية بتوحيد الألوهية؟ السؤال الثالث: ما الدلائل والمسائل العقدية المتعلقة بالآيات الكونية؟ السؤال الرابع: ما المخالفات العقدية الواقعة عند حدوث بعض الآيات الكونية؟ السؤال الخامس: هل العلم بالأسباب ينافي كون الشيء آية من آيات الله؟

1 / 9

السؤال السادس: ما الموقف العقدي الصحيح من التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن والسنة النبوية؟ السؤال السابع: ما الهدي القرآني والنبوي في الاستفادة من الآيات الكونية في تقرير العقيدة؟ الدراسات السابقة: لم يتناول أحد بالبحث - حسب علمي وبعد السؤال - الدلائل والمسائل العقدية المتعلقة بالآيات الكونية على وجه التفصيل، وأغلب من كتب حول هذا الموضوع كان التركيز في ذلك على جانب توحيد الربوبية والبعث، وتقرير النبوة بإثبات معجزة القرآن والسنة من جهة إخبارها ببعض ما يتعلق بالإعجاز العلمي؛ لكن ثم رسائل تناولت الموضوع ولكن من جوانب أخرى حديثية أو دعوية، بالإضافة إلى بعض الرسائل التي تناولت بعض جوانب البحث ولكنها في جزئية معينة منه، أو تكلمت عن مبحث من مباحثه. ومن تلك الدراسات: ١ - "منهج القرآن الكريم في عرض الظواهر الكونية"، المقدمة من الباحثة: ليلى بنت صالح بن علي الزامل، لنيل درجة الدكتوراه في تفسير وعلوم القرآن من قسم الدراسات الإسلامية، بكلية التربية للبنات بجدة عام ١٤٢٠. وقد تطرقت الباحثة إلى أسلوب القرآن في عرض الظواهر الكونية، وخصائص هذه الظواهر في القرآن وخضوعها وعبوديتها لله، وأهداف منهج القرآن في عرضها ودلالة ذلك على الربوبية والملك لله والحكمة، وعلى البعث، ولم تتطرق الباحثة إلى المسائل العقدية الأخرى.

1 / 10

٢ - "الفلك وعلاقته بالعقيدة في الكتاب والسنة"، المقدمة من الباحث: عبد الله بن محمد بن سعيد الأنصاري، متطلب تكميلي لنيل درجة الماجستير من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمركز الدراسات العليا المسائية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة عام ١٤١١. وموضوع البحث يتحدث عن علم الفلك وموضوعه ونموه خلال تاريخ الحضارات، وما يتعلق بذلك من اعتقادات فاسدة. ومقارنة بين ما جاء في القرآن والسنة عن تفسير ومراحل خلق السماوات والأرض وبين أرجح النظريات العلمية المعاصرة. وتفسير حركة الأجرام السماوية في القرآن الكريم وعلم الفلك المعاصر. ثم تحدث الباحث عن التنجيم قديمًا وحديثًا، وعلاقته بالعلم وموقف العقل والدين منه. وختم البحث بالحديث عن الفلك والتوحيد من جهة الربوبية وبعض الأسماء والصفات، وبين حكمة الله وعلمه وقدرته، وأن الله وحده هو الخالق المدبر النافع الضار. وبين أن بعض ما انتهى إليه علم الفلك الحديث من أهم دلائل الآفاق المثبتة لوحدانية الله، والموجبة لإفراده بالخلق والتدبير والعبادة. والملاحظات على البحث: أن الباحث لم يذكر الآيات الكونية إلا ما يتعلق بالفلك والنجوم، ولم يذكر المسائل المتعلقة بالآيات الكونية الأخرى. كما أنه ذكر المخالفات العقدية من جهة اعتقاد الفلاسفة والوثنين، ولم يذكر المخالفات من غيرهم. ٣ - "الأحاديث النبوية التي استدل بها على الإعجاز العلمي في الإنسان، والأرض، والفلك، جمع وتخريج ودراسة"، المقدمة من الباحث: أحمد بن حسن بن أحمد الحارثي، لنيل درجة الماجستير من قسم فقه السنة ومصادرها

1 / 11

بكلية الحديث والدراسات الإسلامية، بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، عام ١٤١٣. والرسالة كما يظهر من عنوانها تتعلق بالجوانب الحديثية وليس لها علاقة مباشرة بموضوع البحث. ٤ - " آيات التخويف الكونية وأثرها في الدعوة إلى الله"، المقدمة من الباحث: جمعان بن عبد الله بن سرور الغامدي، لنيل درجة الماجستير من قسم الدعوة والاحتساب في المعهد العالي للدعوة الإسلامية، عام ١٤٠٧، والرسالة كما يظهر من عنوانها تتعلق بالجوانب الدعوية وليس لها علاقة بموضوع البحث. ٥ - " دراسات فلسفية وإسلامية في الآيات الكونية"، تأليف عبد الباري بن محمد داود، وقد ذكر المؤلف أن موضوع كتابه هو: "الحياة الروحية في الآيات الكونية"، ولذا اعتنى بجانب الحياة الروحية في الإسلام، وعند الرسول ﷺ والصحابة والتابعين من بعده. وذكر العلاقة بين الخالق والمخلوق، وأثر التدبر في الكون على الحياة الروحية، وما يدعو إليه هذا التدبر من الإيمان بأن الله تعالى خالق كل شيء، وأن الله تعالى عالم الغيب والشهادة. ولذلك فإنه لم يف بكافة جوانب البحث، ولم يتطرق إلى جوانب العقيدة الأخرى، ولم يربط الآيات الكونية بالمسائل العقدية، ولم يذكر المخالفات العقدية فيها. ٦ - الدلالات العقدية للماء في القرآن الكريم للدكتور محمد بن عبد الله السحيم ضمن مجلة البحوث الإسلامية، الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء العدد (٩٨)، وهو في صلب الموضوع؛ لكنه لم ينتاول في بحثه إلا الماء.

1 / 12

خطة البحث: يشتمل البحث على مقدمة وثمانية فصول وخاتمة. المقدمة تشتمل على: - أهمية الموضوع وأسباب اختياره. - أهداف البحث. - أسئلة البحث. - الدراسات السابقة. - خطة البحث. - منهج البحث. الفصل الأول: المنهج الشرعي تجاه الآيات الكونية. وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: المراد بالآيات الكونية. المبحث الثاني: أنواع الآيات الكونية. المبحث الثالث: نبذة عن جهود السلف في العناية بالآيات الكونية ودلالتها العقدية. المبحث الرابع: الضوابط الشرعية تجاه الآيات الكونية. الفصل الثاني: التفكر في الآيات الكونية وأهميته والهدي القرآني والنبوي تجاهها. وفيه مبحثان: المبحث الأول: الأمر بالتفكر في آيات الله الكونية، وأهميته. وفيه خمسة مطالب:

1 / 13

المطلب الأول: الأمر بالتفكر في آيات الله الكونية. المطلب الثاني: أهمية التفكر في آيات الله الكونية. المطلب الثالث: الحكمة من الآيات الكونية. المطلب الرابع: الآيات الكونية وتثبيت العقيدة. المطلب الخامس: عبودية الكائنات لرب العالمين. المبحث الثاني: الهدي القرآني والنبوي تجاه الآيات الكونية. وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: الهدي القرآني تجاه الآيات الكونية. المطلب الثاني: الهدي النبوي تجاه الآيات الكونية. المطلب الثالث: تأييد الله لأنبيائه بالآيات الكونية. المطلب الرابع: الآيات الكونية وأركان الإسلام. الفصل الثالث: التفسير العلمي للآيات الكونية، والدراسات المستقبلية عنها وصلتها بالعقيدة. وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن والسنة. وفيه أربعة مطالب: المطلب الأول: المراد بالتفسير العلمي. المطلب الثاني: موقف العلماء من التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن والسنة. المطلب الثالث: موافقة الحقائق العلمية للقرآن والسنة. المطلب الرابع: المخالفات العقدية في التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن والسنة.

1 / 14

المبحث الثاني: مسائل متعلقة بالتفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن والسنة. وفيه مطلبان: المطلب الأول: قضايا العلم التجريبي بين القرآن والعلم الحديث. المطلب الثاني: المقصد من إشارة القرآن لبعض الآيات الكونية المرتبطة بالعلوم التجريبية. المبحث الثالث: الآيات الكونية المستقبلية والدراسات حولها وصلتها بالعقيدة. وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: الدراسات العلمية حول الآيات الكونية المستقبلية. المطلب الثاني: صلة هذه الدراسات بالعقيدة. المطلب الثالث: المخالفات العقدية في الدراسات العلمية حول الآيات الكونية المستقبلية. الفصل الرابع: الأسباب، وصلتها بالآيات الكونية. وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: أنواع الأسباب. المبحث الثاني: منزلة الأسباب في الشريعة. المبحث الثالث: صلة الأسباب بالآيات الكونية. المبحث الرابع: العلم بوقت حدوث هذه الآيات الكونية وأسبابها الحسية لا ينافي كونها آية من آيات الله.

1 / 15

الفصل الخامس: الآيات الكونية السماوية ودلالتها العقدية. وفيه سبعة مباحث: المبحث الأول: السماء. المبحث الثاني: الشمس. المبحث الثالث: القمر. المبحث الرابع: النجم. المبحث الخامس: الرعد والبرق والصواعق. المبحث السادس: المطر والثلج والبرد. المبحث السابع: الريح والرياح. الفصل السادس: الآيات الكونية الأرضية ودلالتها العقدية. وفيه تسعة مباحث: المبحث الأول: حركة الأرض. المبحث الثاني: الجبال. المبحث الثالث: الزلازل والخسوف والبراكين. المبحث الرابع: البحار والأنهار. المبحث الخامس: الليل والنهار. المبحث السادس: الحياة والموت. المبحث السابع: النوم. المبحث الثامن: النبات. المبحث التاسع: الأمراض. الفصل السابع: الآيات الكونية المتعلقة بأشراط الساعة. وفيه مبحثان: المبحث الأول: الآيات الكونية المتعلقة بأشراط الساعة الصغرى. وفيه سبعة مطالب:

1 / 16

المطلب الأول: الطاعون. المطلب الثاني: ظهور نار الحجاز. المطلب الثالث: كثرة الزلازل. المطلب الرابع: ظهور الخسف. المطلب الخامس: انتفاخ الأهلة. المطلب السادس: عود أرض العرب مروجًا وأنهارا. المطلب السابع: كثرة المطر وقلة النبات. المبحث الثاني: الآيات الكونية المتعلقة بأشراط الساعة الكبرى. وفيه ستة مطالب: المطلب الأول: ما يكون مع المسيح الدجال - بإذن الله -. المطلب الثاني: الخسوف الثلاثة. المطلب الثالث: الدخان. المطلب الرابع: طلوع الشمس من مغربها. المطلب الخامس: النار التي تحشر الناس. المطلب السادس: الريح الطيبة التي تقبض أرواح المؤمنين. الفصل الثامن: الآيات الكونية المتعلقة بيوم القيامة. وفيه مبحثان: المبحث الأول: الآيات الكونية السماوية. المبحث الثاني: الآيات الكونية الأرضية. الخاتمة: وفيها ذكر أبرز النتائج. الفهارس (^١).

(^١) وقد حذفتها عند الطباعة اختصارا، واكتفيت بفهرس المراجع والموضوعات.

1 / 17

منهج البحث: فقد سلكت في هذا البحث المنهج الاستقرائي التحليلي النقدي، وفق الآتي: ١ - أجمع كل ما يتعلق بالآيات الكونية، وذلك من خلال أدلة الكتاب والسنة، مع تمييز الأحاديث الواردة فيها صحةً وضعفًا. ٢ - أذكر أهمية هذه الآيات وعبوديتها، وما تضمنته من دلائل عقدية، والمنهج الشرعي تجاهها. ٣ - أذكر التفسير العلمي للآيات الكونية، والدراسات المستقبلية فيما يتعلق بأشراط الساعة الصغرى والكبرى ويوم القيامة وصلتها بالعقيدة، مع نقل كلام الأئمة عليها، والدلائل والمسائل العقدية المتعلقة بها. ٤ - أبين المخالفات العقدية المتعلقة بالآيات الكونية. ٥ - أعزو الآيات إلى مواضعها في القرآن الكريم. ٦ - أخرج الأحاديث الواردة في البحث من مصادرها، وأنقل الحكم عليها من كلام أهل العلم؛ إلا ما كان في الصحيحين أو في أحدهما فأكتفي بالعزو إليهما لتلقي الأمة لهما بالقبول. ٧ - أوثق النصوص بعزوها إلى مصادرها. ٨ - أترجم للأعلام. ٩ - أعرف بالملل والنحل والفرق، وكذا الأماكن والبلدان. ١٠ - أعرف بالمصطلحات والألفاظ الغريبة وأضبطها بالشكل. ١١ - أعمل الفهارس اللازمة.

1 / 18

الصعوبات التي واجهت الباحث: ١ - تداخل الموضوعات، فالسماء مثلًا تدخل في الآيات الكونية السماوية، وتدخل في الآيات الكونية المتعلقة بأشراط الساعة، والآيات الكونية المتعلقة بيوم القيامة. ٢ - كثرة الآيات القرآنية عن الآيات الكونية، فقد بلغت حسب عدّ الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة ١٩٣٥ آية (^١). ٣ - كثرة الأحاديث النبوية عن الآيات الكونية، فقد بلغت حسب عدّ الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة ١٧٤٤ حديثا (^٢). ٤ - طول الموضوع وخصوصًا في بعض الآيات الكونية، وعلى سبيل المثال فقد صدرت رسالة دكتوراه تتعلق بالسماء في القرآن الكريم فقط من إعداد: د. غالب محمد رجا الزعارير، وكذلك رسالة في الماء له أيضًا. ٥ - كثرة المؤلفات المعاصرة في الإعجاز العلمي مع عدم عنايتها بموضوع البحث. ٦ - كثرة المؤلفات في الإعجاز العلمي باللغات المختلفة مع عدم إجادة الباحث لها.

(^١) انظر: الآيات الكونية في القرآن الكريم من إعداد الهيئة العالمية للإعجاز العلمي بمكة المكرمة، مطبوع بالحاسب الآلي. (^٢) انظر: فهرس الأحاديث الكونية والطبية، إعداد الشيخ: أبو الأشبال صغير أحمد شاغف، والشيخ: إسماعيل القرشي، مطبوع بالحاسب الآلي: ١٤١٦ هـ.

1 / 19

شكر: فإني أشكر الله وأحمده على ما يسر وأعان على إتمام هذا البحث، الذي أسأل الله ﷿ أن يكون صالحًا ولوجهه خالصًا. كما أشكر بعد شكر الله ﷿ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في كلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة التي أتاحت لي هذه الفرصة لمواصلة الدراسة. كما أتوجه بالشكر لفضيلة الشيخ: د. عبدالكريم بن محمد الحميدي المشرف على هذه الرسالة على ما بذله من جهد ووقت، ونصح وتوجيه، أسأل الله ﷿ أن يكون ذلك في ميزان حسناته. كما أشكر الأساتذة الأفاضل الذين تكرموا بقبول مناقشة الرسالة، وهما الأستاذ الدكتور سيد عبدالستار مهيوب، وفضيلة الشيخ الدكتور فهد بن سعد المقرن. وأشكر كذلك كل من ساهم ومد يد العون لي من أهل بيتي وغيرهم، وأخص منهم فضيلة الأستاذ: محمد المنصور، مدير مكتب الإعجاز العلمي بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة، وفضيلة الشيخ أبو الأشبال صغير أحمد شاغف، وفضيلة الشيخ الدكتور عبدالحفيظ الحداد الباحثان بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي بمكة المكرمة على ما قدموه لي من فهارس للآيات الكونية في القرآن والسنة. وبعد فهذا جهد المقل وأستغفر الله وأتوب إليه من الزلل والتقصير، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. عبد المجيد بن محمد الوعلان ٢٨/ ٤/ ١٤٣٤ Awalaan@gmail.com

1 / 20

الفصل الأول المنهج الشرعي تجاه الآيات الكونية وفيه أربعة مباحث: المبحث الأول: المراد بالآيات الكونية. المبحث الثاني: أنواع الآيات الكونية. المبحث الثالث: نبذة عن جهود السلف في العناية بالآيات الكونية ودلالتها العقدية. المبحث الرابع: الضوابط الشرعية تجاه الآيات الكونية.

1 / 21

المبحث الأول: المراد بالآيات الكونية الآيات الكونية: هذه الكلمة تتكون من لفظتين: "الآيات"، و"الكونية". تعريف الآيات في اللغة: الآيات جمع آية، والآية: العلامة، والإمارة والجماعة، والجمع آيات وآيٌ وآيايٌ. والآية: من التنزيل ومن آيات القرآن العزيز، وسميت بذلك لأنها علامة لانقطاع كلام من كلام ويفضي منها إلى غيرها، وقيل سميت بذلك لأنها جماعة من الحروف، وآيات الله عجائبه (^١). والآية كذلك العبرة والعبر، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ﴾ (^٢) أي أمور وعبر مختلفة. وتطلق الآية على المعجزة (^٣)، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً

(^١) انظر: تفسير الطبري: ١٢/ ١٨٧، قال الكرماني: ما جاء في القرآن من"الآيات" فلجمع الدلائل، وما جاء من"الآية" فلوحدانية المدلول عليه. البرهان في توجيه متشابه القرآن، تحقيق: أحمد عز الدين خلف الله، دار الوفاء، المنصورة، مصر، ط ١: ٢٤٠، وانظر: درة التنزيل وغرة التأويل للإسكافي، معهد البحوث العلمية، جامعة أم القرى، ط ١: ٢/ ٨٢٠ - ٨٢٥. (^٢) يوسف: ٧. (^٣) لسان العرب، لابن منظور، تحقيق: عبد الله الكبير وآخرون، دار المعارف: ١/ ١٨٥، والقاموس المحيط للفيروزآبادي، تحقيق: الشيخ يوسف البقاعي، دار الفكر، بيروت، ١٤١٥: ١/ ٦٢٨، والمعجم الوسيط، قام بإخراجه إبراهيم مصطفى وآخرون، مجمع اللغة العربية، ١٣٨٠: ١/ ٣٥، وتاج العروس من جواهر القاموس لمحمد بن الزبيدي، تحقيق: مجموعة من المحققين، وزارة الأوقاف الكويتية: ٣٧/ ١٢٢.

1 / 23

وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾ (^١). والآية في القرآن تطلق على معنيين: الأول: إطلاق الآية على الشرعية الدينية، كآيات هذا القرآن العظيم، ومنه قوله تعالى: ﴿تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (^٢). الثاني: إطلاق الآية على الآية الكونية القدرية (^٣)، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (^٤)، وقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ (^٥). وأضاف بعضهم إطلاق ثالث وهو: إطلاق الآية على المعجزات التي يؤتيها الله رسله لإثبات صدق بلاغهم عن الله، مثل انشقاق البحر لموسى ﵇، وإبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى -بإذن الله- لعيسى ﵇ (^٦)، قال تعالى: ﴿وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (^٧).

(^١) المؤمنون: ٥٠. (^٢) البقرة: ٢٥٢. (^٣) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للعلامة محمد الأمين الشنقيطي، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ١٤١٥: ٧/ ٣٣٩، وانظر: مجموع الفتاوى: ١١/ ٣٢٢ - ٣٢٣. (^٤) آل عمران: ١٩٠. (^٥) فصلت: ٣٧. (^٦) تفسير الشعراوي: ٨/ ٤٧٥٥، ٩/ ٥٧٤٧. (^٧) آل عمران: ٤٩.

1 / 24

وهذه المعجزات لا تخرج عن كونها آيات كونية قدرية. تعريف الكون في اللغة: الكون: الكاف والواو النون أصل يدل على الإخبار عن حدوث شيء، إما في زمان ماض، أو زمان راهن، يقولون كان الشيء يكون كونا إذا وقع وحضر. والكَون: الحدَث وقد كان كوَنا وكيْنُونِة، والكائنة الحادِثة، والتَّكوُّن التحرك، تقول العرب لمن تشنؤه: لا كان ولا تكوَّن؛ لا كان: لا خُلق، ولا تكوّن: لا تحرك، أي مات، والكائنة: الأمر الحادث. وكوَّنه فتكوَّن: أحدثه فحدث، وكوّن الشيء: أحدثه. والله مكوِّن الأشياء يخرجها من العدم إلى الوجود، والكَوْن: واحد الأكْوان (^١). وكوّن الشيء: ركبه بالتأليف بين أجزائه. والكون: الوجود المطلق العام، واسم لما يحدث دفعة كحدوث النور عقب الظلام مباشرة، وإن كان الحدث بالتدريج فهو الحركة، والكونان: الدنيا والآخرة (^٢). ويستعمل مصطلح الكون في الفيزياء، وفي الفلك ليشير إلى كل شيء موجود، من أصغر الذرات إلى أكثر الأجرام الفلكية بعدًا (^٣). ويطلق مسمى الكون اليوم على هذا الفضاء الواسع وما به من أجرام، كالسماوات والأرض وما فيهن وما بين ذلك من كل متحرك وساكن مما علمه الإنسان وما جهله (^٤).

(^١) انظر: معجم مقاييس اللغة: ٥/ ١٤٨، ولسان العرب: ٥/ ٣٩٥٩ - ٣٩٦٣، وتهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري، تحقيق: علي حسن هلالي وآخرون: ١٠/ ٣٧٥ - ٣٧٦. (^٢) المعجم الوسيط: ٢/ ٨١٢، والمعجم الوجيز، مجمع اللغة العربية، القاهرة: ٥٤٥. (^٣) الموسوعة العربية العالمية، إعداد مجموعة من الباحثين، مؤسسة أعمال المؤسسة للنشر والتوزيع، ط ٢: ٢٠/ ٢٨٥. (^٤) الأجزاء الكونية بين النقل والعقل لعبد العزيز آل عبد الله، مكتبة دار البيان، ط ١: ٧٧. وانظر: الموسوعة الفلكية لفايجرت، وتسمرمان، ترجمة: عبد القوي عياد، ومحمد جمال الدين الفندي: ٣٢٩، ٤٠٤.

1 / 25