هكذا يجب أن يكون الوعاظ والعلماء والدعاة، لئلا ينصرف الناس عن كتاب الله وسنة نبيه المصطفى ﷺ إلى السفسطة والجدل الكلامي الذي أصبح حجابًا منيعًا بين كثير من المتأخرين وبين كتاب ربهم وسنة نبيهم.
وما أروع قول الإمام مالك إمام دار الهجرة وأحد أئمة الدنيا الأربعة في عصر تابع التابعين، إذ يقول ﵀: "أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد ﷺ لجدل هؤلاء"١، وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى إن شاء الله.
ومن كل ما تقدم يتضح أن علماء المسلمين في هذا الشأن -سلفًا وخلفًا- ينظرون إلى السنة نظرهم إلى الكتاب من حيث الاستدلال بها، فيستدلون بالسنة حيث يستدلون بالقرآن دون أن يفرقوا بين الآحاد والمتواتر، وسوف نتحدث في المبحث التالي في هذه النقطة مستعينين بالله.