161

Al-ṣifāt al-ilāhiyya fī al-kitāb waʾl-sunna al-nabawiyya fī ḍawʾ al-ithbāt waʾl-tanzīh

الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه

Publisher

المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٠٨هـ

Publisher Location

المملكة العربية السعودية

Genres

قال ابن القيم - وهو يلخص معنى الآيات الثلاث التي ساقها مؤيدًا بها مذهبه وهو الصواب - فيما يظهر لنا- فنفي عن المخلوق مماثلته، ومكافأته ومساماته الذي هو أصل شرط بني آدم، فضرب المتكلمون عن ذلك صفحًا وأخذوا يبالغون في الرد على من شبه الله بخلقه، يقول الإمام ابن القيم: "لا نعلم فرقة من بني آدم استقلت بهذه النحلة وجعلتها مذهبًا تذهب إليه، حتى ولا المجسمة المحضة الذين حكى أرباب المقالات مذاهبهم كالهشامية والكرامية١، الذين قالوا: إنه جسم لو يقولوا: إنه مماثل للأجسام بل صرحوا بأن معنى كونه جسمًا أنه قائم بنفسه موصوف بصفات"٢ اهـ.
وله ﵀ كلام نفيس في كتابه (شفاء العليل) عند الكلام على حديث ابن مسعود الذي تقدم ذكره أن يقول ﵀:
قوله ﵊: "أسألك بكل اسم هو لك سميت له نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثر به في علم الغيب عندك".
قال ﵀: إن كانت الرواية محفوظة هكذا ففيها إشكال، فإنه جعل ما أنزله في كتابه أو علّمه أحدًا من خلقه، أو استأثر به في علم الغيب عنده، قسيمًا لما سمى به نفسه!
ومعلوم أن هذا التقسيم تفصيل لما سمى به نفسه، فوجه الكلام أن يقال: سميت به نفسك، فأنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو

١ الكرامية هي طائفة من المرجئة أصحاب محمد بن كرام، من عقيدتها أن الإيمان هو الإقرار باللسان دون تصديق القلب، والمنافقون عندهم من المؤمنين لأنهم يقرون بألسنتهم اهـ.
مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ١/٢٠٥، بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.
٢ هذا خلاف ما ذكره الذهبي نقلًا عن الأشعري في المقالات، وعن ابن حزم في الفصل وأصل الكلام موجود في منهاج السنة، وسبق أن ناقشنا كلام ابن القيم وحاولنا أن يفهم كلامه على أنه لا توجد فرقة يقال لها مشبهة وقت نزول القرآن، وأما بعد ذلك فقد وجدت كما أوضحنا آنفًا في صلب الرسالة.

1 / 186