Ṣuwar al-iʿlām al-Islāmī fī al-Qurʾān al-Karīm – dirāsa fī al-tafsīr al-mawḍūʿī
صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي
Genres
ب- خطاب التحريض والإغراء: وفيه دعوة للإقدام والبذل والفداء، ومن هذا قوله جل شأنه ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا﴾ (١).
قال العلامة السعدي ﵀ "هذا حث من الله لعباده المؤمنين وتهييج لهم على القتال في سبيله، وأن ذلك قد تعين عليهم، وتوجه اللوم العظيم عليهم بتركه" (٢).
ومن هذا قوله جل شأنه ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ (٣).قال ابن كثير ﵀: "وهذا أيضا تهييج وتحضيض وإغراء على قتال المشركين الناكثين لأيمانهم، الذين هموا بإخراج الرسول من مكة" (٤).
وقوله سبحانه ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا﴾ (٥). قال البغوي ﵀: " لا تَدَعْ جهاد العدو والانتصار للمستضعفين من المؤمنين ولو وحدك، فإن الله قد وعدك النصرة، ......... وحضهم على الجهاد ورغِّبهم في الثواب" (٦).
ت- خطاب الذَّم والتنفير: تحقيرًا للأحوال الرديئة، والتقاعس عن مواطن الجهاد ومن ذلك قوله جل وعز ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ (٧) وتعرض الآية لبعض المسلمين وقد أصابهم الهلع والفزع، حين أُمِروا بالقتال، فقالوا خورًا، وضعفا ﴿رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ﴾ يريدون تأخيره، طمعًا في المزيد من متاع الدنيا
(١) - سورة النساء. آية: ٧٥
(٢) - تفسير السعدي. ص / ٢٣٢
(٣) - سورة التوبة. آية: ١٤
(٤) - تفسير ابن كثير. ٢/ ٤٤٧ - ٤٤٨
(٥) - سورة النساء. آية: ٨٤
(٦) - تفسير البغوي. ١/ ٥٦٨. ط دار طيبة - الرياض ٢٠٠٢م.
(٧) - سورة النساء. آية: ٧٧
1 / 178