The Delightful Explanation on Zad Al-Mustaqni'

Muhammad ibn Salih al-Uthaymeen d. 1421 AH
51

The Delightful Explanation on Zad Al-Mustaqni'

الشرح الممتع على زاد المستقنع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٢ - ١٤٢٨ هـ

Genres

وهذا هو الطَّاهر على قول من يقول: إن المياه تنقسم إِلى ثلاثة أقسام: طَهُور، وطاهر، ونجس. والصَّحيح أن الماء قسمان فقط: طَهُور ونجس. فما تغيَّر بنجاسة فهو نجس، وما لم يتغيَّر بنجاسة فهو طَهُور، وأن الطَّاهر قسم لا وجود له في الشَّريعة، وهذا اختيار شيخ الإِسلام (١). والدَّليل على هذا عدم الدَّليل؛ إذ لو كان قسم الطَّاهر موجودًا في الشَّرع لكان أمرًا معلومًا مفهومًا تأتي به الأحاديث بيِّنةً واضحةً؛ لأنه ليس بالأمر الهيِّن إذ يترتَّب عليه إِمَّا أن يتطهَّر بماء، أو يتيمَّم. فالنَّاس يحتاجون إِليه كحاجتهم إلى العِلْم بنواقض الوُضُوء وما أشبه ذلك من الأمور التي تتوافر الدَّواعي على نقلها لو كانت ثابتة. والنَّجسُ ما تغيَّرَ بنجاسةٍ، أوْ لاَقَاهَا، وهو يسيرٌ، ............. قوله: «والنَّجس ما تغيَّر بنجاسة»، أي: تغيَّر طعمه أو لونه أو ريحه بالنَّجاسة، ويُستثنى من المتغيِّر بالرِّيح ما إِذا تغيَّر بمجاورة ميتة، وهذا الحكم مُجمَعٌ عليه، أي أن ما تغيَّر بنجاسة فهو نجس، وقد وردت به أحاديث مثل: «الماء طَهُور لا ينجِّسه شيء» (٢). قوله: «أو لاقاها وهو يسير»، أي: لاقى النَّجاسة وهو دون القُلَّتين، والدَّليل مفهوم قوله ﷺ: «إِذا بلغ الماء قُلَّتين لم ينجِّسْه شيء» (٣). ومفهوم قوله: «وهو يسير» أنه إِن لاقاها وهو كثير فإِنَّه لا

(١) انظر: «مجموع الفتاوى» (١٩/ ٢٣٦)، «الاختيارات» ص (٣). (٢) تقدم تخريجه ص (٣٩). (٣) تقدم تخريجه ص (٤٠).

1 / 54