240

Al-Furqān fī bayān iʿjāz al-Qurʾān

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

الرياض

Genres

(رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) أي جعلها عالية البناء بعيدة الفناء مستوية الأرجاء مُكلّلة بالكواكب في الليلة الظلماء. انتهى؛ فسمك السماء هو غلظ بنائها وصاحب كتاب توحيد الخالق ليس عنده إلا كواكب سابحة في فضاء فإن قال: السموات السبع فوق، قيل له: إن أثبتّ السموات السبع كما وصف الله ورسوله علمتَ يقينًا أن علوم المعطلة وكشوفهم ضلال لا يجتمع مع الهدى وباطل لا يتفق مع الحق.
ثم قال صاحب كتاب توحيد الخالق:
ج- (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا):
إن الأرض والشمس والنجوم كانت جميعًا شيئًا واحدًا لا يتميز عليه ليل أو نهار، فلما حدث الانفصال وأخذت بعض الكواكب تبرد وتدور حول نفسها فببرودتها أصبحت معتمة وبدورانها أما الشمس والنجوم المضيئة تميز عليها النهار، كما تميز الليل، وهكذا تبين لنا دقة هذا التعبير. انتهى (١).
كلام صاحب كتاب توحيد الخالق هذا منكوس مبني على الانفصال الباطل، ولذلك جعل الأرض والكواكب تدور حول الشمس لانفصالها منها والرب سبحانه خلق الأرض أولًا ثم استوى إلى السماء فخلقها بشمسها وقمرها ونجومها، فالشمس تابعة للسماء خُلِقتْ معها.

(١) توحيد الخالق، (ص٣٥٥).

1 / 241