239

Al-Furqān fī bayān iʿjāz al-Qurʾān

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

الرياض

Genres

المسألة الخامسة عشر: السماء عقيدة المسلمين فيها أنها بناء عظيم وسقف لِما تحتها بلا عمد تُرى، ووصفها الله تعالى في كتابه العزيز بما ينطق بأنها بناء بالغ في الإتقان مثل قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ * وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ).
فمن قال واعتقد أنها جو وفضاء لا بناء واستمر مصممًّا على ذلك يكفر لتكذيبه الله تعالى في خبره (والسَّمَاءَ بِنَاءَ) وفي خبره (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا) وفي خبره (وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا) وفي قوله: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا) وغير ذلك من الآيات الدّالة على أنها بناء محكم. انتهى (١).
أما سمك السماء فهو كثفها كما ورد في حديث العباس بن عبد المطلب وفيه: (وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة) (٢) وقد تقدم كلام ابن كثير على السموات وسمكها في تفسير آية سورة الرعد.
وقال ابن كثير في تفسير سورة النازعات:

(١) الصواعق الشديدة على أهل الهيئة الجديدة، الشيخ/ حمود بن عبد الله التويجري.
(٢) أخرجه الحاكم (٢/ ٣١٦، ٤١٠، ٤٤٧) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

1 / 240