223

Al-Furqān fī bayān iʿjāz al-Qurʾān

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Publisher

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Publisher Location

الرياض

Genres

والعملية التي يعلمونها بأخذ طَلْع الفحل ويُؤبِّرون به النخلة المؤنثة التي تحمل الثمر يسمونها عملية التلقيح يعني تلقيح الذكر للأنثى.
ثم يقال لصاحب كتاب توحيد الخالق: لم تتعطل معايش الأمة قبل وجود هؤلاء المعطلة الذين إن أصابوا في شيء فهم كما وصف الله ﷿ (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) كيف وخطؤهم فادح وضررهم في الدين والدنيا بيِّن واضح.
ووالله إن مجانيننا وعجائزنا لا يُقارَنون بمن يُسميهم المقلِّدة (علماء) إذ أنهم دهرية معطلة، والذين عرفوها من الصواب في هذه المخلوقات غايتهم فيه أن اكتشفوا بعض مخلوقات الله ﷿، ولا نسبة لصوابهم مع ما ضلوا به وأضلوا.
إنهم لو عرفوا كل دقائق الكون المخلوق وعظائمه وعَدّوها وأحْصوها ووزنوها وعرفوا طولها وعرضها فإن غايتهم في ذلك معرفة السلفيات التي لم تأت بدقائقها الرسل ﵈ لئلا يشغلوا العباد عما خُلقوا له من عبادة ربهم وتعلّق قلوبهم وأرواحهم بالملأ الأعلى لا الجولان مع الديدان والذباب والكلاب والخنازير.
لقد ذَكَرَتْ الرسل لأممهم ما ينتفعون به في أمور معاشهم الذي هو وسيلة لمعادهم وما ألْهَوْهم وشغلوهم بدقائق تُفنى من أجل معرفتها

1 / 224