169

Iʿtiqād aʾimmat al-salaf ahl al-ḥadīth

اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

Publisher

دار إيلاف الدولية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠هـ/١٩٩٩م

Publisher Location

الكويت

Genres

فهذه الأحاديث كلها على أن أهل الإيمان ليسوا في أصله سواء بل بينهم تفاضل واضح، وأنه يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي وهو المقصود.
قال عمير بن حبيب الخطمي، الإيمان يزيد وينقص، قيل له ما زيادته ونقصانه، قال: إذا ذكرنا الله ﷿ وحمدناه وخشيناه فذلك زيادته، فإذا عقلنا وضيفاه فذلك نقصانه.
وكان عمر ﵁ يقول لأصحابه: هلموا نزدد إيمانا. فيذكرون الله١.
وكان ابن مسعود ﵁ يقول في دعائه "اللهم زدنا إيمانًا ويقينًا وفقهًا"٢.
وكان معاذ بن جبل ﵁ يقول لرجل: اجلس بنا نؤمن ساعة فيجلسان فيذكران الله ويحمدانه٣.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام "فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا كما اقتصصناه في كتابنا هذا، إن الإيمان بالنية والقول والعمل جميعا وأنه درجات بعضها فوق بعض إلا إن أولها وأعلاها الشهادة باللسان كما قال ﷺ في الحديث الذي جعله بضعة وسبعين جزءًا. فإذا نطق بها القائل وأقر بما جاء من عند الله لزمه اسم الإيمان بالدخول فيه بالاستكمال عند الله ولا على تزكية النفوس وكلما ازداد لله طاعة وتقوى ازداد إيمانا٤.
فهذه الآيات والأحاديث والآثار كلها تدل على زياد الإيمان وأنها تزيد في قلب المؤمن طمأنينة وطاعة، وتصديقًا وخضوعًا ويقينًا وأنه ينقص حتى يكون مثل ذرة ومثقال حبة وأنقص من ذلك.

١ الإيمان لابن أبي شيبة ص ٣٦، الشريعة: ص ١١٢.
٢ كتاب الإيمان لأحمد: ١١١/ ١.
٣ الإيمان لأحمد: ١١١/ ٤ الإيمان لابن أبي شيبة ص ٣٥، الإيمان لأبي عبيد ص ٧٢. وكذلك أورده البخاري في صحيحه تعليقًا: كتاب الإيمان، باب الإيمان وقول النبي ﷺ بني الإسلام على خمس ١/٩.
٤ الإيمان لأبي عبيد: ص ٦٦.

1 / 177