قلت أنا له: وأيش الجهمي؟
قال: شك في الله أربعين صباحًا.
قلت: من شك في الله، فهو كافر.
قال: نعم.
أخبرنا الشيخ أبو طالب المبارك بن علي الصيرفي- إذنًا- قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني قراءة عليه، وأنا أسمع في ربيع الأول من سنة ست وخمس مئة- قال: أخبرنا الخطيب الحافظ أبو بكر أحمد بن علي البغدادي، قال:
كتب إلي بعض أهل دمشق يسألني عن مسائل- ذكرها- فأجبته عن ذلك- وقرأه لنا في جواب ما سئل عنه- فقال:
وقفت على ما كتب به الشيخ الفاضل، أدام الله تأييده وأحسن توفيقه وتسديده، وسكنت إلى ما تأدى إلي من علم أخباره، أجراها.. على آثاره، وأجيبه بما أرجو أن يقع وفاق اختياره، واسأل الله العصمة من الزلل والتوفيق، لإدراك صواب القول والعمل، بمنته ورحمته.
أما الكلام في الصفات:
فإن ما روى منها في السنن الصحاح مذهب السلف- رضوان الله عليهم- إثباتها، وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها.
وقد نفاها قوم، فأبطلوا ما أثبته الله سبحانه، وحققها من المثبتين قوم، فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف.
والقصد إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمور، ودين الله بين الغالي فيه والمقصر عنه.