له بصفات خلقه، بل يقول: إن صفاته لا تشبه صفات المربوبين، كما لا تشبه ذاته ذوات المحدثين، تعالى الله عما يقول المعطلة، والمشبهة علوًا كبيرًا.
ويسلك في الآيات التي وردت في ذكر صفات البارىء، ﷻ، والأخبار التي صحت عن رسول الله ﷺ، في بابها، كآيات مجيء الرب يوم القيامة، وإتيان الله في ظلل من الغمام، وخلق آدم بيده، واستوائه على عرشه، وكأخبار نزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا، والضحك، والنجوى، ووضع الكنف على من يناجيه يوم القيامة، وغيرها، مسلك السلف الصالح، وأئمة الدين، من قبولها، وروايتها على وجهها، بعد صحة سندها، وإيرادها على ظاهرها، والتصديق بها، والتسليم لها، واتقاء اعتقاد التكييف، والتشبيه فيها، واجتناب ما يؤدي إلى القول بردها، وترك قبولها، أو تحريفها بتأويل يستنكر، ولم ينزل الله به سلطانًا، ولم يجر به للصحابة، والتابعين، والسلف الصالحين لسان.
وينهى في الجملة عن الخوض في الكلام والتعمق فيه [و] في الاشتغال بما كره السلف ﵏ الاشتغال به، ونهوا، وزجروا عنه، فالجدال فيه والتعمق في دقائقه، والتخبط في ظلماته، كل ذلك يفسد القلب، ويسقط منه هيبة الرب، ﷻ، ويقع الشبه الكبيرة فيه، ويسلب البركة في الحال، ويهدى إلى الباطل، والمحال، والخصومة في الدين، والجدال، وكثرة القيل والقال، في الرب ذي الجلال، الكبير المتعال، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا، الحمد لله على ما هدانا من دينه وسنة نبيه، صلوات الله وسلامه عليه، حمدًا كثيرًا.
ويشهد أن القيامة حق، وكل ما ورد به الكتاب والأخبار الصحاح من أشراطها، وأهوالها، وما وُعدنا به، وأوعدنا به فيها فهو حق، نؤمن به ونصدق الله سبحان، ورسوله ﷺ فيما أخبر به عنه، كالحوض، والميزان، والصراط، وقراءة الكتب، والحساب، والسؤال، والعرض، والوقوف،