The Correct Words on the Science of Tajweed
القول السديد في علم التجويد
Publisher
دار الوفاء
Edition Number
الثالثة
Publication Year
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
Publisher Location
المنصورة
Genres
أحوال السلف بعد ختم القرآن
من السنة لقارئ القرآن عند ختمه أن يقرأ سورة (الفاتحة) إلى قوله تعالى:
وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* لما جاء فى الحديث المروى من طريق عبد الله بن كثير، عن درباس مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عباس عن أبى بن كعب ﵃، عن النبى ﷺ:
أنه كان إذا قرأ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ افتتح من الْحَمْدُ لِلَّهِ* ثم قرأ من البقرة إلى: وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ* (١).
وروى أن رجلا قال للنبى ﷺ: أى العمل أحب إلى الله؟ قال: «الحالّ المرتحل»، قال: وما الحال المرتحل؟ قال: «الذى يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حل ارتحل» (٢). أى كلما فرغ من ختمة شرع فى أخرى من غير تراخ.
وهكذا كان الصالحون، فكانوا لا يفترون عن تلاوة القرآن ليلا ولا نهارا، حضرا وسفرا، صحة وسقما، ولأن تلاوة القرآن من أفضل القربات والطاعات لله. ثم إذا فرغ من ختم القرآن دعا الله تعالى بآداب الدعاء.
والدعاء يتأكد عند ختم القرآن:
ولأنه من مواضع الإجابة، فقد ورد عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «من جمع القرآن كانت له دعوة مستجابة إن شاء عجلها له فى الدنيا، وإن شاء ادخرها له فى الآخرة» (٣).
وعن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة وشجرة فى الجنة» (٤).
أفضل الدعاء المأثور:
منه ما روى أنه ﷺ كان يقول عند ختم القرآن الكريم: «اللهم ارحمنى بالقرآن، واجعله لى إماما وهدى ونورا ورحمة، اللهم ذكرنى منه ما نسيت، وعلمنى منه ما
(١) نهاية القول المفيد ص ٢٣١. (٢) الترمذى فى القراءات (٢٩٤٨) وقال: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه ...». (٣) الطبرانى فى الأوسط (٦٦٠٦). (٤) الخطيب فى تاريخ بغداد ٩/ ٣٩٠، وكنز العمال (٢٢٨٠).
1 / 267