The Core in Grammar Rules and Literary Devices: Syntax, Morphology, Rhetoric, Metrics, Language, and Proverbs
اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل
Publisher
دار الفكر
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
Publisher Location
دمشق
Genres
ـ[اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل]ـ
المؤلف: محمد علي السَّراج
الناشر: دار الفكر - دمشق
الطبعة: الأولى، ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
أعده للشاملة: أبو إبراهيم حسانين
1 / 8
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
حمدًا لمن خلق الإنسان وخصه بالعقل والبيان. وصلاة على نبيه محمد أفصح العرب لسانًا، وأوضحهم بيانًا، وأسلمهم لغة، وأجودهم مثلًا، وبعد:
إن الغرض الأسمى من معرفة قواعد اللغة العربية هو أن النحو والصرف يصونان اللسان عن الخطأ في الكلام، ويعصمان القلم عن الزلل في الكتابة. وعلوم البلاغة تهدي إلى تفهم إعجاز القرآن، وتعين على تذوق الجمال في روائع الشعر وبدائع النثر. وعلم العروض يُعرف به صحيح وزن الشعر من فاسده. واللغة بحر يمد الكاتب بدرر الألفاظ ليصطفي منها ما يجعل كلامه أكثر
وضوحًا وإشراقا. والأمثال كنز ثمين من تراثنا القديم ملئ فطنة وحكمة وتجربة.
وقد عنى علماء العربية عصورًا بتهذيبها حتى بلغت غاية الكمال، لكنهم
أكثروا من التعليل والتدليل، وأقحموا أشياء من الفلسفة والفقه، فصعب على الطلبة فهمها، وعسر هضمها، وراحوا يطالبون بتسهيلها وتيسيرها - ومطلبهم حق - لذلك ألفت هذا الكتاب وأودعته لباب ما في مطولات الأئمة المتقدمين. واستعنت على توضيح مسائل النحو والصرف بأمثلة وأبيات وتفسير وإعراب، وعلى تيسير علوم البلاغة بذكر ما سهل لفظه، وقرب معناه، وعلى تسهيل علم العروض بأخذ الأصول ونبذ الفضول، وعلى فوائد اللغة باصطفاء أطربها لفظا وأرخمها جرسا، وعلى شرح الأمثال بإيراد ما يجانسها من آية أو حديث أو بيت
1 / 9
أو مثل سائر. رجاء أن يفيد منها المتأدب الريضُ، ويطرب لها الأديب الريس.
وقد جعلت الكتاب ثلاثة أقسام: أحدها في النحو والصرف، والثاني في البلاغة والعروض، والثالث في اللغة والأمثال. فلعلي وُفقتُ في عملي لما فيه غُنْيةٌ الطالب، وبغية الراغب، وبلغة الكاتب.
المؤلف
محمد علي السراج
1 / 10
القسم الأول
النحو والصرف
تعريف وتمهيد
النحو - النحو علم بأصول يغرف بها أحوال الكلمات العربية من جهة الإعراب والبناء. والإعراب هو رفع الكلمة ونصبها وخفضها وجزمها، فإذا لم تكن الكلمة معربة سميت مبنية فتلزم حالة واحدة كأمس والآن.
الصرفُ - الصرفُ، ومعناه التغيير والتحويل، علم يعرف به بنية الكلمة لغرض معنوي أولفظي. فالمعنوي كتثية المفرد وجمعه. واللفظي كتحويل قَوَلَ إلى قال ورَمَيَ إلى رَمي.
فالنحو والصرف إذًا علمان متلائمان متعاونان. فالأول يوضح الكلمات من حيث الإعراب والبناء. والثاني من حيث التحويل والتغيير
الكلمة وأقسامها
الكلمة لفظ مفرد وضع لمعنى كرجل وغلام. وأقسامها ثلاثة: فعل واسم وحرف.
فالفعل: ما يدل على معني مستقل بالفهم، والزمن جزء منه كذهب ويذهب واذهب.
والاسم: ما يدل على معني مستقل بالفهم، وليس الزمن جزءًا منه كقلم ودواة.
1 / 11
والحرفُ: ما يدل على معنى غير مستقل بالفهم كهل ومن.
وزن الكلمة
لما رأى العماء أن أكثر الكلمات العربية ثلاثي وضعوا لها ميزانًا من أحرف (فَعَلَ)، وسموا الحرف الأول فاء الكلمة والثاني عينها والثالث لامها؛ فيقال في ورن شمس: فَعْل، وفي وزن قُفْل: فُعْل، وفي وزن قرأ فَعَل. فإذا زادت الكلمة على ثلاثة أحرف، فإن كانت الزيادة حرفًا أو حرفين من أصل وضع الكلمة زدت في الميزان لامًا أو لامين فتقول في وزن جعفر: فعللْ، وفي وزن سفرجل: فعلَّل، وإن كانت الزيادة من حروف (سألتمونيها) جئت بالمزيد بعينه في الميزان، فتقول في وزن انصرف: انفعل، وفي وزن استخرج: استفعل، وإن كانت تكرير حرف من أصول الكلمة كررت ما يقابله في الميزان، فتقول في وزن قدم: فعَّلَ، وفي وزن جلْبَبَ: فعْلَلَ.
* * *
1 / 12
الكلام على الفِعْلِ
وفيه عشرة أبواب
الأول: في الماضي والمضارع والأمر.
الثاني: في المجرد والمزيد.
الثالث: في الجامد والمتصرف.
الرابع: في الصحيح والمعتل.
الخامس: في التام والناقص.
السادس: في اللازم والمتعدي.
السابع: في المعلوم والمجهول.
الثامن: في المؤكد وغير المؤكد.
التاسع: في المبني والمعرب.
العاشر: في نصب الفعل وجزمه ورفعه وإعرابه التقديري.
1 / 13
الباب الأول
في الماضي والمضارع والأمر
الماضي: الماضي ما وقع في زمان قبل الزمن الذي أنت فيه، وعلامته أن يقبل تاء الفاعل كقرأت، وتاء التأنيث الساكنة كقرأتْ، ويكون مبنيًا على الفتح معلومًا كان أو مجهولًا كفهم وفهم.
المضارع: المضارع ما يكون في الزمن الذي أنا فيه أو بعده. فقولك: يضرب يصح أن يكودن للحال أو الاستقبال. فإذا أردت تخصيصه بالمستقبل فأدخل عليه السين أو سوفَ نحو: سيكتب أو سوف يكتب. ولائذ أن يكون أوَّلُهُ حرفًا من حروف (أنيتُ) .
ويكونا المضارع مرفوعًا إذًا تجرد من الناصب والجازم. وقد سمي مضارعًا لمضارعته - أي مشابهته - لاسم الفاعل بحركاته وحدوثه، فيقعد مثل قاعدِ حركات وحدوثًا.
الأمر: الأمر ما تطلب به شيء بعد زمن التكلم نحو: اقرأ وافهم. وعلامته أن يقبل نون التوكيد مع دلالته على الطلب كاقرأنَّ وافهمن.
وقد يرد في الكلام ألفاظ تفيد معنى الفعل يقال لها: أسماء الأفعال، وهذه أحكامها:
أسماء الأفعال
اسم الفعل: هو ما ناب عن الفعل معنى واستعمالًا، لكنه لا يقبل علامة الفعل ولا يتقدم معمولة عليه. وهو على ثلاثة أضرب:
الأول: ينقسم من حيث الزمن إنما ثلاثة أقسام: اسم فعل ماضي كهيهات. واسم فعل
1 / 15
مضارع كاف. واسم فعل أمر كصة. لكن وروده بمعنى الأمر كثير، وبمعنى الماضي والمضارع قليل.
الثاني: ينقسم من حيث الوضع إلى قسمين: مرتجلّ ومنقولٌ:
فالمرتجلُ ما وضع من أول أمره أسم فعل كشتان وافَّ.
والمنقول ما نقل عن الظرف والجار والمجرور والمصدر كدونك الكتاب وعليك نفسك ورويد أخاك.
الثالث: يصاغ على وزن فعال من كل فعل ثلاثي متصرف كنزال وسماع وحذار.
فوائد
١ - أسماء الأفعال سماعية إلا ما كان منها على وزن فعال فقياسي.
٢ - تستعمل أسماء الأفعال بلفظ واحد للمفرد وغيره مؤنثا ومذكرًا نحو: مهْ يارجُل، ومَهُ
يانساْء.
تفسير
معنى شتان: افترق. وهيهات: بعد. وويْ: أتعجب. وافَّ: أتضجرٌ. وأوه: أتؤجعٌ. وحي عَلى: أقبل. وآمين: آستجب. ودونك: خذْ. ورويدَ: أمهلْ. ومكانك: أثبتْ.
أمثلة
شتان بين الجدَ والكسل ... هيهات النجاح بلا عملِ
شرعان ما ذهب الوجلٌ ... ؤي لعالم يبخل بعلمه
أف لعامل يتوانى بعمله ... أوهُ ممن يسيء إلى وطنه
حي على شرف الجهاد ... مهُ عما يؤذي العباد
هلم إلى سبيل الرشاد ... دونك الكتاب جلدهُ
إليك التائة أرشده ... رويْد أخاك أمهلة
مناع الصبي ... قتال العدو
سماع الكلام ... حذار الإهمال
1 / 16
شواهد
وعليك نفسك فارعَها ... واكسب لها فِعلا جميلا
جاورت أعدائي وجاور ربه ... شتانَ بين جوارهِ وجواري
فأوٌهْ لذكراها إذا ما ذكرتها ... ومن بْعدَ أرض دونها وسماء
فحذار أن ترضى مودةَ منُ ... يقْلي الُمقلَّ ويعشق المثري
القلِى: البغض من قلاه يقليه. وقي القرآن الكريم:
﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾
إعراب
وَيْ لِعاملٍ لا يُتْقِنُ عَمَلَهُ
(وي): اسم فعل مضارع بمعنى أتعجب، والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا.
(لعامل): جار ومجرور متعلق بويْ.
(لا): حرف نفي.
(يتقنُ عمله): فعل وفاعل ومفعول به ومضاف إليه. والجملة صفة لعامل، والتقدير: غير
متقنِ.
الباب الثاني
في المجَرَّدِ والمزيدِ
الُمجردُ: ما كانت جميع حروفه أصلية.
والمَزيدُ: ما زيد فيه حرف أو أكثر على حروفه الأصلية. وإليك البيان:
1 / 17
الُمجردُ
قسمان: ثلاثي ورباعي:
فالثلاثي مع مضارعه ستة أبواب مرتبة بحسب القلة والكثرة على الوجه التالي:
فعَلَ يفعُلُ كنصرَ ينصُرُ ... فعَلَ يفْعلُ كضرب يضربُ
فعَلَ يفعلُ كمنع يمنعُ ... فعّل يفعَلُ كعِلمَ يعْلمُ
فعُل يفعلُ كشرُفَ بشرُفُ ... فعِل يفعل كحسِبَ يحسبُ
ويجمعها قولهم:
فتحُ ضم فتح كسر فتحتان ... كسر فتح ضمُّ ضمَّ كسرتان
والرباعي: له وزن واحد: فعللّ يفعللُ كهلْهَلَ يهلهلٌُ.
المزيدُ
قسمان: مزيد الثلاثي، ومزيد الرباعي.
مزيدُ الثلاثي ثلاثة أنواع: مزيد بحرف، ومزيد بحرفين، ومزيد بثلاثة حروف.
فالمزيد بحرف له ثلاثة أوزان:
أفعلَ يفعُل كأذهب يذهبً، وفعلَ يفعلُ كقدمَ يقدمُ، وفاعل يفاعل كبادل
يُبادل.
والمزيد بحرفين له خمسة أوزان:
انفعل ينفعل كانصرف ينصرف، وافتعل يفتعل كاجتمع يجتمع، وافعل يفعل كاسود يسود، وتفاعل يتفاعل كتشارك يتشارك، وتفعل يتفعل كتحدث يتحدث.
والمزيد بثلاثة أحرف له أربعة أوزان:
استفعل يستفعل كاستغفر يستغفر، افغوعل يفعوعلُ كاعشوشبَ يعشوشبْ،
1 / 18
افعَولَ يفعوَّل كاجلوَّذّ يجلوَّذُ، افْعالَّ يفعَالُّ كاصفَارَّ يْصفارُّ.
مزيد الرباعي نوعان: مزيد بحرف واحد، ومزيد بحرفين:
فالمزيد بحرف واحد له وزن واحد: تفعلَلَ يتفعلُل كتدحرجَ يتدحرج وكتزلزل يتزلزل.
والمزيد بحرفين له وزنان:
افعنللَ يفعنلل؟ كاحرنجم يحرنجمُ، افعلل يفعللُّ كادلهمَّ يدلهمُّ.
تفسير
اجْلَوَّذ: أسرع. أصفار: اصفر بالتدرج. احرنجم: تجمعَ.
أمثلة
كتب المقولة يكتبها ... ضرب المذنب يضربُه
منع السفرَ يمنعُه ... علم الأمر يعلمُه
كرم الأصل يكرم ... حسبَ المال يحسُب
زمجر الأسد يزمْجرُ ... هلهَل الشعر يهلهل
بعثر الورق يبعثر ... أتقن العامل عملهُ
درب الوالد ولدهَ ... كاتبَ الغائب أهلهُ
استحصد زرعُ الأرضٍ ... املوْلًحَ ماءُ البحر
اصفار ورقُ الشجر
فوائد
أبواب الفعل الثلاثي سماعية. لكن هناك ضوابط تقريبية وهي:
أولًا: يكون من الباب الأول المضعف المتعدي كصده يصده، ولمهُ يلمُّهُ. ومن الباب الثاني المضعف اللازم كخفَّ يخفُّ، وحَن يحنُّ.
1 / 19
ثانيا: يكون من الباب الثالث إذا كانت عينه أو لامهُ حرفا من حروف الحلق، وهي الهمزةُ والهاء والعُين والحاءُ والغيُن والخاءُ، نحو:
سأل يسأل، بهلَ ينهّل، جَعل يجعل، سحب يسحب، ضغط يضغط.
ثالثا: أفعال البابا الخامس كلها لازمة تدل عل الغرائز الثابثة كحسن وقبح، وتصير متعدية بالمغالبة كحاسنتهُ، وما جدتهُ، وماجدتهُ لجدية، أي غلبته.
رابعا: أفعال، الباب السادس تجئ من الصحيح قليلًا كحسب، ومن المعتل كثيرًا كورث.
شواهد
إذا المرء لم يكففْ عن الناس شره ... فليس لهُ ما عاش منهمْ مصاحبُ
تسامح ولا تستوف حقك كله ... وأبق فلم يستوف قط كريم
صديقي من يرد الشر عني ... ويرمي بالعداوة من رماني
ويصفو لي إذا ما غبت عنة ... وأرجوه لنائبة الزمان
لو عرف الإنسان مقدارهُ ... لم يفخر المولى على عبدهِ
أمس الذي مرعل قربه ... يعجز أهل الأرض عن ردهِ
الباب الثالث
في
الجامد والمتصرف
الفعل الجامد يلازم صورة واحدة. وهو إما أن يكون ملازمًا للمضي كعسى وليس، أو للأمر يةِ كهب وتعلم.
والمتصرف ما لا يلازم حالة واحدة. وهو إما أن يكون تام التصرف بأن تأتي منه الأفعال الثلاثة كفهم ويفهم وافهم، أو ناقص التصرف كزال وبرح.
1 / 20
كيف يتصرف المضارع من الماضي
يتصرف المضارع من الماضي بأن يزاد في أوله أحد أحرف المضارعة الأربعة: الألف والتاء والنون والياء مجموعة في كلمة (أنَيْتُ)، مضمومًا في الرباعي كيدحرج، مفتوحًا في غيره كينصر وينطلقُ ويستغفر. فإن كان الماضي تلاثيًا سكنت فاُء المضارع وحركت عينه بضمة أو فتحة أو كسرة كينصر ويلعب ويحمل. وإن كان غير ثلاثي بقي على حاله إن كان مبدوءًا بتاء زائدة كيتقدم
ويتسابق وإلا كسر ما قبل آخره كيعظم ويسامح.
كيف يتصرف الأمر من المضارع
يتصرف الأمر من المضارع بأن يحذف حرف المضارعة كقدم وصافح، فإن كان أول الأمر ساكنًا زيد في أوله همزة وصل كاقرأ وأفهم، وإن كان محذوفا منه الهمزة ردت إليه كأكرم وأستغفر.
أمثلة
عسى حرف جرمن نداك يجرني ... ليس التكحل بالعينين كالكحل
اخلولق العدل في الورى يتوارى ... كرب القلب من جواه يذوب
هب الدنيا تساق إليك عفوًا ... أليس مصير ذلك للزوال
تفسير
الندى: الخير والفضل. الكحل: سواد يعلو العينين كالكحل. كرب: من أفعال الشروع ككاد وأوشك. الجوي: الحرقة وشدة الوجد.
1 / 21
الباب الرابع
في الُمعتل والصحيح
الصحيحُ: الفعل الصحيح ما خلت أصوله من أحرف العلة وهي:
الألف والواو والياء. وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
سالم ومهموز ومضعف.
السالمُ: ما سلمت أصوله من الهمزة والعلة والتضعيف كسمع وعلم.
المهموز: ما كان أحد أصوله من همزة نحو: أخذ وسأل وقرأ. فإذا توالت في أوله همزتان الأولي متحركة والثانية ساكنة قلبت الثانية مدًا مجانسًا لحركة الأولي نحو: آمن أومن إيمانًا. وشذ أكل وأخذ وأمر فتخذف الهمزتان من أمرها فيقال: خذ وكلْ
ومرْ. وكذلك رأى تحذف العين من مضارعها وأمرها فيقال: يرى وره، ومن جميع تصاريف أري نحو: يري وأرهْ.
المضعفُ: ما يعتريه الإدغام، وهو إدخال، أحد الحرفين المتماثلين في الآخر. ويكون الإدغام واجبًا إذا كانا متحركين كمدّض يمُد. وممتنعًا إذا سكن الثاني كمددتُ ويمدُدْن. وجائزًا إذا كان السكون لجزم المضارعة، أو لبناء الأمر، نحو: لم يمَدَّ، ومُد، ولم يمددْ، وامْدُدْ.
المعتل: هو ما كان أحد أصوله أو اثنان منها من أحرف العلة، وهو خمسة أنواع: مثال وأجوف وناقص ولفيف مفروق ولفيفٌ مقرون.
المثال: ما اعتلت فاؤه كوصل. فإن كان مكسور عين المضارع خُذفت فاؤه كيعدُ ويزنُ. ولا حذف في مثل: يؤجل ويينع وييبسُ لانفتاح العين. وشذ مثلُ: يقعُ ويضعُ.
1 / 22
الأخوَفُ: ما اعتلت عينه كقال وباع. فإذا سكن آخره لجزم المضارع أو لبناء الأمر حذفت العين نحو: لم يقم ولم يبعْ وقم وبعْ.
الناقصُ: ما اعتلت لامهُ كرضي وعلا. فإذا اتصل بواو جماعة أو ياء مخاطبة خذفت اللام وحركت عينه بحركة مجانسة للضمير نحو: نسُوا وترضيْن.
اللفيف المفروق: ما اعتلت فاؤه ولامهُ كوعي ووفى، ويعاقل معاملة المثال والناقص.
اللفيف المقرونُ: ما اعتلت عينه ولامهُ كروى وحوى، ويعامل معاملة الناقص.
الإسناد إلى واو الجماعة وياء المخاطبة
سعوا وغلوا ونسوا وزكوا ... يشعون ويعلمون وينسون ويزكون
سعيت وعلوت ونسيت وزكوت ... تسعين وتعلين وتنسين وتزكين
شواهد
عني لووْا قلبي كووْا لطْفا حَوَوْا ... وعلى العرش من الحسن استوَوا
من قال لا أغلط في أمر جرى ... فإنها أول غلطة ترى
وأنم نمو النبْت قد زادهْ ... غبٌ الندى واسم إلي قدرتكْ
لتمييز الصحيح والمهموز والمعتل
آليت أن أقرأ آثارالأنبياء، وآثرت كتت الجاحظ إيثارًا كبيرًا، لإيماني بأنه عالم صفا ذهنه، ونما عقله، وزكو طبعه، وسرو خلقةُ.
تفسير
الندى: الأصل المطر وما أصاب من بلل. الغبُ بالكسر ما أتي يومًا بعد يوم. زكوَ زكّوا: صلُحَ.
1 / 23
الباب الخامس
في التام والناقص
الفعل التام ما تتم به وبمرفوعه جملة نحو: طلع البدرُ.
والفعل الناقص ما لا تتم الجملة معة إلا بمرفوع ومنصوب نحو: كان عمر عادلًا.
والأفعال الناقصة: تسمى (الناسخة)، تدخل علي المبتدأ والخبر، فترفع الأول ويسمى اسمها، وتنصب الثاني وتسمى خبرها. وهذه أوصافها:
كان وأصبح وأضحى وظل وأمسى وبات تفيد التوقيت بزمن مخصوص، فكان تفيد اتصاف المخبر عنه بالماضي. وأصبح بالصباح، وأضحى بالضحى. وظل بالنهار. وأمسى بالمساء. وبات بالليل. وتتصرف تصرفًا تامًا، فمضارعها وأمرها
ومصدرها واسما فاعلها ومفعولها كالماضي.
صار: تفيد التحويل والتغيير نحو: صار الماء جليدًا. وتتصرف تصرفًا تامًا. ومثلها في المعنى والعمل: آض وغاد ورجع واستحال وارتد وحار وراح وقعد. وقد جمعت بقولهم:
بمعنى صار في الأفعال عشر ... تحول آض عاد ارجع لتغنم
وراح غدا استحال ارتد فاقعد ... وحارَ فهاكَها والله أعلم
ليس: تفيد النفي نحو: ليس المخاطر محمودًا. وهي جامدة، ويكثر وقوع الباء الزائدة في خبرها نحو: لست بمقترف ذنبًا، مقترف خبر ليس مجرور لفظًا منصوبا محلًا.
دام: تفيد التوقيت بحالة معينة، ويشترط لها تقدم ما الظرفية المصدرية عليها،
1 / 24
وسميت بذلك لتأويلها مع ما بعدها بالمصدر نحو: اطلب العلم ما دمت حيًا، أي: فمدة دوامك حيًا.
زال وبرح وانفكَّ وفتئ: تفيدُ الاستمرار، وتتصرف تصرفًا ناقصًا؛ فيأتي منها الماضي والمضارع. ويشترط في عملها تقدم النفي نحو: ما زال ولم يبرح. ويكثُرُ حذف النفي مع القسم كقوله تعالي: ﴿تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ﴾ .
أمثلة
كان الدرسُ سهلًا ... لم يكن الفحصُ صعبًا
يعجبني كونك شهمًا ... صار العدو صديقًا
آض الجو لطيفًا ... استحال القمح دقيقًا
ليس الكذوب مصدقًا ... لستُ بقائل هجرًا
لست بمانع خيرًا ... تصدق مادمت موسرًا
لم يزل سعد غائبًا ... لا يفتأ عمرو حازمًا
تفسير
الهجر: الفحشُ. الحزم: ضبط الرجل أمره. الموسر: الغني المثري.
فوائد
١ - تأتي كان رائدة بعد ما التعجبية نحو: ما كان أكرم حاتمًاَ!
٢ - يجوز حذفه نون كان إذا جزم مضارعها ولم يك بعد همزة نحو: ﴿وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا﴾ .
٣ - يجوز حذف كان وحدها نحو: أما أنت جالسًا جلست. أي: جلست لأن كنت جالسًا.
حذفت كان بعد أن المصدرية، وعوض عنها (ما)، وانفصل الضمير (أنت) .
٤ - يجوز حذف كان مع اسمها بعد إن ولو الشرطيتين نحو:
قد قيل ما فيل إن صدقا وإن كذبًا. أي: إن كان القول صدقًا.
1 / 25
٤ - إذا عطف على جواب الشرط بالفاء أو الواو جاز فيه ثلاثة أوجه: الجزم على العطف، والنصب على تقدير أنْ، والرفع على الاستئناف، كقوله تعالى: ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ أو فيغفرّ أو فيغفرُ.
٥ - قد يجزم المضارع إذا وقع جوابًا للطلب نحو: جودوا تسودوا، وجزمهُ بشرط محذوف تقديره: إن تجودوا تسودوا.
٦ - إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق نحو: إن قام علي والله أقم ونحو: والله إن قام عليَّ لأقومن.
شواهد
أرى العمر كنزًا ناقصًا كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفذ
من تجمع القلب الذكي وصارمًا ... وأنفا حميًا تجتنبك المظالم
ومهما تكن عند امرئ من من خليقة ... وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفرهُ ومن لا يتق الشتم يشتم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... وإن يرق أسبابَ السماء بسلم
إعراب
منْ استرعى الذئبَ الغنم فقد ظَلَمَ
منْ: اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه وجزاؤه محله الرفع مبتدأ.
استرعى: ماض فاعله مستتر.
الذئب الغنم: مفعولان لاسترعى.
فقد: الفاء رابطة للجواب، وقد للتحقيق.
ظلم: فمل ماض جواب الشرط وفاعله مستتر. والشرط والجواب في محل رفع خبر المبتدأ منْ.
تفسير
العرض: موضع المدح والذم من الإنسان. وَفَرَ يفرُ: صان ووَقى. الخليقة: الطبيعة. ذكاء القلب: حدتُهُ.
1 / 26
كانَ مَا تتوقعتُهُ
كان: فعل ماض تام بمعنى وقع وحصل.
ما: اسم موصول محله الرفع فاعل كان.
توقعتهُ: فعلٌ وفاعلُ ومفعول به. والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
أفعال المقاربة
من أخوات (كان) أفعالُ المقاربة، وهي ثلاثة أنواع:
الأول: ما وضع للدلالة على قرب وقوع الخبر، وهو كاد وأوشك وكرب.
الثاني: ما وضع للدلالة على رجاء وقوع الخبر، وهو عسى وحرى واخلولق.
الثالث: هما وضع للدلالة على قرب الشروع فيه، والمشهور منهُ. شرع وأنشأ وطفقَ وعلق وجعل وأخذ.
ويلزم أن يكون خبر هذه الأفعال مضارعًا مقترنًا بأن وجوبًا في اخلولق وحرى، وكثيرًا في أوشك وعسى، وقليلًا في كاد وكرب. ولا اقتران في أفعال الشروع.
أمثلة
عسى الله أن يرحمنا ... اخلولق الصبر أنْ ينفعنًا
حري الدهر أن يفرحنا ... شرعَ الطفل يحكي
أخذ المطر يهمي ... جعل الفرس يجري
طفق الجمع يتفرق ... علق السيل يتدفقُ
أنشا الوغدُ يتملق
1 / 27
شواهد
عسى الكربُ الذي أمسيتّ فيه ... يكون وراءهُ ة فرج قريبُ
كادت النفسُ أن تفيض عليه ... إذا غدا حشو ريطة وبرود
إذا غير النأي المحبين لم يكد ... رسيسس الهوى من حب مية يبرحُ
إذا سئل الناس التراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملوا ويمنعوا
إعراب
عسى الله أن يأتي بالنصر
عسى: فعل ماض ناقص. ولفظ الجلالة اسم عسى مرفوع.
أن: مصدرية.
يأتي: فعل مضارع منصوب بأن، والفاعل ضمير مستتر. وأن، وما بعدها في تأويل مصدر محلهُ النصر خبر عسى تقديره آتيًا.
تفسير
الوغد: الدنيء. الكرب: الهر. فاضت النفس: خرجت. البرود: الأكسيةُ. الريطةُ: الملاءةُ. النأي: البعدُ. رسيس الهوى: ابتداؤه.
الباب السادس
في اللازم - والمتعدي
ينقسم الفعل إلي لازم ومتعدَّ:
فاللازم ما لا ينصبُ المفعول به كقام وقعد. ويكثر في باب فعُل وفعَّل، وفي الفَِعل المطاوع كشرف وظرفّ وفرح وحزن وانصرف واجتمع.
1 / 28