The Compendium of Fasting Rulings
الجامع لأحكام الصيام
Genres
٣- وعنه ﵁ قال ﴿أَنكحني أبي امرأةً ذات حَسَب، فكان يتعاهد كَنَّتَهُ فيسألها عن بعلها، فتقول: نِعْمَ الرجلُ من رجلٍ لم يطأ لنا فراشًا، ولم يفتِّش لنا كَنَفًا منذ أتيناه، فلما طال ذلك عليه ذَكَرَ للنبي ﷺ، فقال: القَني به، فلقيته بعدُ، فقال: كيف تصوم؟ قلت: أصوم كلَّ يوم، قال: وكيف تختم؟ قال: كلَّ ليلة، قال: صم في كل شهر ثلاثة، واقرأ القرآن في كل شهر، قال: قلت: أُطيق أكثر من ذلك، قال: صم ثلاثة أيام في الجمعة، قال: قلت: أُطيق أكثر من ذلك، قال: أفطر يومين وصم يومًا، قال: قلت: أُطيق أكثر من ذلك، قال: صم أفضل الصوم صومَ داود، صيام يوم وإفطار يوم، واقرأ في كل سبع ليالٍ مرة، فليتني قبلتُ رخصةَ رسول الله ﷺ وذاك أني كبرتُ وضعفتُ ...﴾ رواه البخاري (٥٠٥٢) والنَّسائي والطحاوي وابن حِبَّان. ورواه أحمد (٦٤٧٧) بلفظ ﴿... فلما دخلتْ عليَّ جعلتُ لا أَنْحاشُ لها، مما بي من القوة على العبادة من الصوم والصلاة ...﴾ قوله: ولم يُفَتِّش لنا كَنَفًا، الكَنَف: الستر والجانب. وهذا القول منها هو كناية عن عدم جماع زوجها لها، يفسِّره ما جاء في رواية أحمد (جعلتُ لا أَنحاشُ لها) أما قوله (فليتني قبلتُ رخصةَ رسول الله ﷺ فهو يعني أن عبد الله عندما كبر وضعف صار يجد صعوبة بالغة ومشقة في صيام يوم وإفطار يوم فتمنى لو أنه قَبِلَ ما عرضه عليه النبي ﷺ من عروض أخفَّ منه، يفسر ذلك ما وقع عند مسلم (٢٧٢٩) من طريقه بلفظ ﴿... قال: صم يومًا وأفطر يومًا وذلك صيام داود – ﵇ – وهو أعدل الصيام، قال: قلت: فإني أُطيق أفضل من ذلك، قال رسول الله ﷺ: لا أفضل من ذلك، قال عبد الله بن عمرو – ﵄ – لأَنْ أكونُ قبلتُ الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله
1 / 151