135

The Clear Statement on the Mistakes of Those Who Pray

القول المبين في أخطاء المصلين

Publisher

دار ابن القيم،المملكة العربية السعودية،دار ابن حزم

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Publisher Location

لبنان

Genres

قال العلامة ابن القيم: «جاءت الشريعة بالمنع من التشبّه بالكفار والحيوانات والشياطين والنساء والأعراب وكل ناقض، حتى نهى في الصلاة عن التشبه بشبه أنواع من الحيوان يفعلها، أو كثيرًا منها الجهّال» (١) . عن أنس بن مالك ﵁ عن النبي ﷺ قال: «اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب» (٢) . قال الإِمام النووي - رحمه الله تعالى ـ: مقصود الحديث أنه ينبغي للساجد أن يضع كفَّيه على الأرض، ويرفع مرفقيه عن الأرض وعن جنبيه رفعًا بليغًا بحيث يظهر باطن إبطيه، إذا لم يكن مستورًا، وهذا أدب متفق على استحبابه، فلو تركه كان مسيئًا مرتكبًا للنهي والنهي للتنزيه وصلاته صحيحة، والله أعلم. قال العلماء: والحكمة في هذا أنه أشبه بالتواضع وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض، وأبعد من هيئات الكسالى، فإنّ المنبسط كشبه الكلب، ويشعر حاله بالتهاون بالصلاة وقلّة الاعتناء بها، والإقبال عليها» (٣) . أما ترك نصب القدمين، وضمهما وإلزاق العقبين ببعضهما، والتوجّه بأطراف أصابعهما إلى القبلة (٤)، حال السجود، فهو من السنن المهجورة عند كثيرين، فلعلّهم عند قراءة هذه السطور يفعلون، وفقنا الله جميعًا لسنة النبي الأمين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين. [٤/٢١] (القول بوجوب كشف بعض أعضاء السجود أو بوجوب السجود

(١) الفروسية: (ص ١٠ بتحقيقنا / نشر دار الأندلس، حائل) . وانظر: «الصلاة وحكم تاركها»: (ص ١٤٣) . (٢) أخرجه البخاري في «الصحيح»: (٢/ ٣٠١) رقم (٨٢٢) . (٣) شرح النووي على صحيح مسلم: (٤ / ٢٠٩) (٤) وكذلك عدم التفريج أصابع الكفَّين، واستقبال القبلة بهما.

1 / 138