كتاب اللباس
باب جيب القميص
وقع فيه قول أبي هريرة [٧: ١٨٥، ١٦]:
(فأنا رأيتُ رسول الله ﷺ يقولُ بإصبعه «هكذا في جيبه»).
استعمل «يَقُولُ» بمعنى يدل عليه التشبيه في قوله: «هكذا في جَيْبِهِ». وهو تشبيه بفعلٍ فَعَله أبو هريرة حينما حدَّث بهذا الحديث يحاكي بفعله فِعْلَ النبي ﷺ. والسياق يدلُّ على أن ذلك الفعل هو وضع الأصبع على طرف الجيب، كهيئة من يريد أن يجذب جيبه ليوسعه أو يمزِّقه.
واستعارة القول للعمل شائعة عند البلغاء، ومنها ما في حديث أبي ذرٍّ قول النبي ﷺ[٨: ١١٧، ٢٠]: «إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة» إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا بين يديه وعن يمينه وعن شماله. أي إلا مَنْ أنفق المال وبذل، ومنه قول أبي حية النميري وهو في ديوان الحماسة:
فألقت قناعًا دونه الشمسُ واتقت ... بأحسن موصُولين كفٍّ ومعصم
وقالت فلما أفرغَتْ في فؤاده ... وعينَيه منها السِّحر قُلْنَ لها انعَم
أي ونظرت إليه نظرة فاتنة، فعبَّر عن النظر بقرينة قوله: «فلما أفرغت فؤاده» .... إلخ.
* * *
وقوله [٧: ١٨٥، ١٧]:
(«فَلوْ رأيتهُ يُوسِّعها ولا تتوسَّعُ»).
هو من كلام رسول الله ﷺ.
* * *