فبين عجزهم، وبين أن دعوتهم من دون الله شرك بالله ﷿، ولهذا قال: ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ﴾ [فاطر: ١٤] (١) فبين سبحانه: عجز هذه الآلهة جميعها، وبين أنهم بهذا الدعاء قد أشركوا بالله ﷿. وهنا قال: ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ [الشعراء: ٨٢] (٢) يعني: أطمع أنه سبحانه يغفر لي خطيئتي يوم الدين، فهو جل وعلا ينفع في الدنيا، وينجي في الآخرة، أما هذه الأصنام فلا تنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة. بل تضره ولهذا قال عن خليله: إبراهيم: ﴿وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ - رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ - وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ - وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ [الشعراء: ٨٢ - ٨٥] (٣) .
هذا كله يدل على: الإيمان بالآخرة، والدعوة إلى ذلك، وتنبيه العباد على أن هناك آخره لا بد من المصير إليها،