The Book of Manners
الأدب الصغير ت خلف
Publisher
دار ابن القيم بالإسكندرية
Genres
الْأَسْمَاعَ (١)، فَكَذَلِكَ عَمَلُ الْحِكْمَةِ يَرُوقُ الْعُيُونَ وَالْقُلُوبَ. وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلاَلِ وَالتَّفْضِيلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِم.
وِلاَيَةُ النَّاسِ بَلاَءٌ عَظِيمٌ (٢).
وَعَلَى الْوَالِي أَرْبَعُ خِصَالٍ هِيَ أَعْمِدَةُ السُّلْطَانِ وَأَرْكَانُهُ الَّتِي بِهَا يَقُومُ
_________
(١) أي: يُعجبها ويَروقها.
(٢) انظر آخر كتابي "المنتخب"، فقد ذكرت ثمة كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله لما ولاه المأمونُ الرَّقة ومصرَ وما بينهما، وهو كتاب جامع لأمور الولاية وغيرها، قال فيه العلامة ابنِ خلدون ﵀ [المتوفى سنة ثمان وثمانمائة من الهجرة] في "المقدمة" (ص٣٢٢ - بتحقيقي) من كلامه على السياسة وكيف يقوم للسلطان أمره ويستقيم ملكه: «ومن أحسن ما كتب في ذلك وأودع كتاب طاهر بن الحسين لابنه عبد الله بن طاهر لما ولاه المأمون الرَّقَّةَ ومصرَ وما بينهما، فكتب إليه أبوه طاهر كتابه المشهور، عهد إليه فيه، ووصاه بجميع ما يحتاج إليه في دولته وسلطانه من الآداب الدينية والخلقية، والسياسة الشرعية والملوكية، وحثه على مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم بما لا يستغني عنه ملك ولا سُوقَة» ثم ساقه بتمامه، وقال عَقِيبه: «هذا أحسن ما وقفت عليه في هذه السياسة».
وقال الإمام العَلاَّمَة الحَبْر الفَهَّامة أبو جعفرٍ محمدُ بنُ جريرٍ الطبريُّ ﵀ [المتوفى سنة عشر وثلاثمائة] بعد أن أورده في "تاريخ الأمم والملوك" [(ج٥/ص١٥٦ - ١٦١) ط/ دار الكتب العلمية - بيروت- لبنان]، قال: «وذُكر أن طاهرًا لما عهد إلى ابنه عبد الله هذا العهد تنازعه الناس وكتبوه، وتدارسوه وشاع أمره، حتى بلغ المأمونَ، فدعا به وقُرئ عليه، فقال: «ما بَقَّى أبو الطيب (يعني: طاهرًا) شيئًا من أمر الدين والدنيا والتدبير والرأي والسياسة وإصلاح الملك والرعية وحفظ البَيْضَة وطاعة الخلفاء وتقويم الخلافة إلا وقد أحكمه، وأوصى به وتقدم».
1 / 34