206

The Biography of the Prophet as Narrated in Authentic Hadiths

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

Publisher

مكتبة العبيكان

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Genres

رسول الله حزين معتزل يقول ابن عباس ﵁: قال رسول الله ﷺ: ("لما كانت ليلة أسري بي، وأصبحت بمكة، فظعت بأمري، وعرفت أن الناس مكذبي، فقعد معتزلًا حزينًا"، فمر عدو الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه فقال: كالمستهزئ: هل من شيء؟ فقال رسول الله ﷺ: "نعم". قال أبو جهل: ما هو؟ قال ﷺ: "إنه أسري بي الليلة". قال أبو جهل: إلى أين؟ قال ﵊: "إلى بيت المقدس". قال أبو جهل: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال ﷺ: "نعم". فلم يُرَ (١) إنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إذا دعا قومه إليه. قال: أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتى؟ فقال رسول الله ﷺ: "نعم"، فقال أبو جهل: هيا يا معشر بني كعب بن لؤي. فانتفضت إليه المجالس، وجاءوا حتى جلسوا إليهما. قال: حدِّثْ قومك بما حدثتني. فقال رسول الله ﷺ: "إني أسري بي الليلة". قالوا: إلى أين؟ قال ﷺ: "إلى بيت المقدس". قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟! قال ﷺ: "نعم". فمن بين مصفق، ومن بين واضع يده على رأسه متعجبًا) (٢) (فقال ناس: نحن نصدق محمدًا بما يقول؟ فارتدوا كفارًا، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل. وقال أبو جهل: يخوفنا محمَّد شجرة الزقزم، هاتوا تمرًا وزبدًا فتزقموا) (٣).

(١) أي تظاهر أبو جهل بأنه يصدق ذلك الخبر، ظانًا أن تكذيبه في هذا الوقت سوف يجعل رسول الله ﷺ يتراجع عن قول الحقيقة إذا اجتمع القوم. (٢) سيأتي تخريجه. (٣) سيأتي تخريجه.

1 / 208