The Approach of Sheikh Abdul Razzaq Afifi and His Efforts in Establishing Creed and Responding to Opponents
منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين
Genres
والصفات العلى، وإدراك حقوقه تعالى على عباده، والالتزام بذلك علمًا وعملًا، فإن العبد كلما كان بهذا أعرف وله أتبع كان إلى ربه أقرب، وبهذا تنال النجاة والفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة (١).
وإن من كمال ﵀ وتمام نعمته أن "جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة ... " (٢).
قال ابن القيم ﵀: " وهم - أي العلماء- في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنص الكتاب" (٣).
ومن هؤلاء العلماء الذين تسعد الأمة بهم وتشرف بذكرهم، ممن قيّضهم الله للدفاع عن العقيدة ورد الشبه عنها، العلامة الجليل الفاضل الشيخ عبد الرزاق بن عفيفي بن عطية بن عبد البر بن شرف الدين النوبي ﵀.
كان عالمًا عاملًا، ينشر العقيدة الصحيحة، والتربية السليمة، والأخلاق المحمدية، فكان مدرسة فريدة في جمع الناس على الخير.
وبالجملة فقد كان من نوادر عصره علمًا وأدبًا وفضلًا وكرمًا ونبلًا، يقول الحق ويقصده، ويتحرى الصدق ويؤثره.
ولما كان من فضل الله عليّ أن جعلني أحد طلاب الدراسات العليا بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة لمرحلة الماجستير؛ اخترت الكتابة في موضوع:
_________
(١) ينظر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العزّ الدمشقي (١/ ٥).
(٢) من كلام الإمام أحمد في مقدمة كتابه "الرد على الزنادقة والجهمية" ضمن عقائد السلف (ص ٥٢).
(٣) أعلام الموقعين عن رب العالمين (١/ ٩).
1 / 3