203

The Approach of Sheikh Abdul Razzaq Afifi and His Efforts in Establishing Creed and Responding to Opponents

منهج الشيخ عبد الرزاق عفيفي وجهوده في تقرير العقيدة والرد على المخالفين

Genres

الثالث: ما يغير الصور والطبائع، كجعل الإنسان حمارًا، ولا حقيقة له عند المحصلين" (١).
وفي تفسير الإمام الرازي: لفظ السحر في عرف الشرع، مختص بكل أمر يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقة، ويجري مجرى التمويه والخداع. وإذا أطلق ذم فاعله" (٢)
من التعريفات المتداولة عند الأئمة أن السحر عزائم ورقى وعقد، تؤثر في الأبدان والقلوب، فيمرض ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه (٣).
ب- أنواع السحر:
هناك أنواع يمكن إلحاقها بالسحر لما بينهما من التشابه.
قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي ﵀: " والسحر أنواع مختلفة (٤):
١ - يطلق السحر على الفصاحة وقوة البيان، فإن استعمل ذلك في إظهار الحق وإبطال الباطل فهو مشروع محمود، وإن استعمل في التمويه على الناس وقلب الحقائق فهو ممنوع وقد يبلغ درجة الكفر" (٥).
والبيان كما جاء عن النبي ﷺ: (إن من البيان لسحرًا) (٦)، البيان ليس سحرًا، فليس فيه استعانة بالشياطين، ولكنه داخل في حقيقة السحر اللغوية؛ لأنه تأثير خفي على

(١) التوقيف على مهمات التعاريف -وهو معجم لغوي مصطلحي- (ص ٣٩٩)، وينظر: المفردات في غريب القرآن للراغب (ص ٢٢٤ - ٢٢٥).
(٢) التفسير الكبير (٣/ ٢٠٥ - ٢٠٦)، وينظر أعلام الحديث للخطابي (٣/ ١٩٧٦ - ١٩٧٧).
(٣) ينظر: الكافي لابن قدامة (٥/ ٣٣١)، تفسير القرطبي (٢/ ٤٤)، الدين الخالص لمحمد صديق حسن خان (٢/ ٣١٨)، فتح المجيد (ص ٣١٣)، المسائل العقدية في فيض القدير للمناوي عرض ونقد (ص ٣٣٦ - ٣٣٧).
(٤) أنواع السحر كثيرة وخفية، حتى اعتقد كثير من الناس أن من صدرت منه هذه الأمور من الأولياء، وعدّوها من كرامات الأولياء، وليس كل من جرى على يده شيء من خوارق العادة يكون وليًا لله؛ لأن العادة تنخرق بفعل الساحر والمشعوذ وخبر المنجم والكاهن بشيء من الغيب مما يخبره به الشياطين المسترقون للسمع، فأولياء الله هم المتبعون للرسول ﷺ باطنًا وظاهرًا، ومن كان بخلاف ذلك فليس بمؤمن فضلًا عن أن يكون وليًا لله تعالى، فلو أن الرجل طار في الهواء أو مشى على الماء لم يغتر به حتى يُنظر متابعته لرسول الله ﷺ وموافقته لأمره ونهيه.
ينظر: الدر النضيد (١/ ١٧٢)
(٥) فتاوى اللجنة (١/ ٥٤٤ - ٥٤٧، ٥٦٣).
(٦) أخرجه البخاري في كتاب الطب باب إن من البيان لسحرا برقم (٥٧٦٧)، ومسلم في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة برقم (٨٦٩).

1 / 203