The Alleged Misconceptions about the Quran in the Islamic and British Encyclopedias
الشبهات المزعومة حول القرآن الكريم في دائرتي المعارف الإسلامية والبريطانية
Publisher
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
Genres
مقدمة:
عنيت الموسوعات العالمية بمختلف أنواعها - العامة منها والمتخصصة – بالقرآن الكريم، فأفرد له بعضها مقالات ومواد مستقلة جرى الحديث فيها عن مصدر القرآن، وكيف جمع، والقراءات المختلفة، وأجزائه وسوره وآياته، وأسلوبه، وموضوعاته، وترجماته إلى اللغات الحية. إلخ.
وتحظى هذه الموسوعات بقبول واسع في دوائر المثقفين والباحثين، كما تتميز بالتأثير البالغ في توجيه أفكار الناشئة والشباب، غير أنها تحفل بالكثير من الشبهات والأخطاء حول القرآن الكريم وكذلك حول الرسول ﷺ وسائر دعائم الدين الحنيف، مما يسهم في تقديم صورة مغلوطة ومشوهة عن الإسلام.
ولما كان لابد من تتبع هذه الموسوعات للرد على ما ورد بها من شبهات وتصحيح ما اشتملت عليه من أغلاط بشأن القرآن الكريم، فقد رأينا الاقتصار على موسوعتين إحداهما متخصصة والأخرى عامة، كل واحدة منهما تعد علمًا في مجالها ونموذجًا لهذا المجال:
_________
(١) - فأما الموسوعة المتخصصة فهي دائرة المعارف الإسلامية - الطبعة الجديدة - The Encyclopaedia of Islam – New Edition، وهي من الموسوعات التي لا غنى عنها للمشتغلين بالدراسات الإسلامية والشرقية.
1 / 1
(٢) - وأما الموسوعة العامة فهي دائرة المعارف البريطانية Encyclopaedia Britannica، وهي تتمتع بانتشار واسع في دوائر المثقفين في سائر أرجاء العالم.
وينقسم هذا المقال إلى: تعريف بخصائص الموسوعات العالمية وبيان أهميتها وخطرها، مع التركيز على الموسوعتين المذكورتين، واستخلاص المنهج الذي اعتمده المستشرقون في دراستهم للقرآن الكريم مما ورد في الموسوعتين، وبيان للشبهات الواردة فيهما والرد عليها بمنهج المستشرقين أنفسهم. وينتهي المقال بخاتمة تتضمن جماع النتائج التي توصل إليها البحث.
والله الموفق،
1 / 2
الموسوعات
منهج الدراسات الاستشراقية للقرآن على نحو ما ورد بالموسوعات العالمية
الموسوعات: تعريف وتوضيح
...
الموسوعات: تعريف وتوضيح
تنطوي الموسوعات على أهمية بالغة للباحثين والمثقفين، ويطلق اسم الموسوعات أو دوائر المعارف Encyclopaedia على الكتاب الذي يشتمل على مجموع المعارف الإنسانية في مجالات الثقافة والفنون والعلوم، ويتضمن نبذة مختصرة ومبسطة تتناول معلومات في مختلف المجالات، وينقسم إلى مواد منفصلة يراعى في إيرادها الترتيب الأبجدي "وهي تحاول أن تقدم كل شيء لكل الناس، والأثر الطبيعي الذي تحدثه بنفس القارئ هو تذكيره بمدى قلة ما يعرفه مما هو محيط به، فربما دفعه هذا الشعور إلى مزيد من التعلم" (١) .
وتحقق الموسوعات فائدة مزدوجة لكل من القراء الراغبين في المعرفة والباحثين، فهي تقدم للقارئ معلومات مجملة عن النقاط الثانوية في الموضوع، والتواريخ، وأسماء الأماكن وغيرها، لكن أحكامها في القضايا الرئيسة لابد أن تكون موثقة (٢) .
وتذيّل كل مادة من مواد الموسوعة بثبت بأسماء المصادر والمراجع المهمة في الموضوع، ومن ثم فإن أول ما ينصح به الباحث المبتدئ هو أن تكون المواد المكتوبة في الموسوعات حول موضوعه هي أول ما يرجع إليه للاستعانة بها في اكتشاف أبعاد هذا الموضوع، والتعرف على جهود السابقين في دراسته والمصادر والمراجع المتاحة.
_________
(١) انظر مادة Encyclopaedia في دائرة المعارف البريطانية، طبعة ١٩٧٤م.
(٢) J. Barzun and H. Graff; The Modern Researcher، New York، P. ٨٠.
1 / 3
وفي كل مرة يعاد فيها طبع الموسوعة تعاد كتابة موادها لتشتمل على أحدث ما توصل إليه العلم والمعرفة في كل مادة من هذه المواد، وإضافة مواد جديدة لم تشتمل عليها الطبعات السابقة.
ويمكننا أن نميز بين نوعين من الموسوعات: موسوعات عامة، وأخرى متخصصة، فأما العامة فتتجه إلى القارئ العادي غير المتخصص أكثر من اتجاهها إلى الباحث المتخصص فتكون أقل تفصيلًا من الموسوعات المتخصصة، ومن ثم فإن موادّها تناسب القارئ المتعجل الذي يريد أن يلمّ بأطراف الموضوع ويحصل فيه على نوع من المعرفة المتميزة دون التعمق فيه (١) . وأما الموسوعة المتخصصة فتقتصر على مجال محدد تتناوله من مختلف جوانبه وفروعه دون غيره، كدائرة المعارف الإسلامية التي تعنى بكل ما يتعلق بالإسلام من علوم ومعارف.
وقد عرف العالم الإسلامي تدوين الموسوعات منذ القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) منذ ألف ابن النديم كتابه: الفهرست، ثم تبعه الفارابي فألف "إحصاء العلوم" وما لبث التأليف الموسوعي أن ذاع وانتشر بفضل الموسوعات الكبرى التي ألفت في القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي) مثل كتاب نهاية الأدب للنويري، و"صبح الأعشى" للقلقشندي و"مسالك الأبصار" لابن فضل الله العمري.
_________
(١) المرجع السابق: J. Barzun and H. Graff
1 / 4
وفي القرن الماضي ألفت موسوعتان كبيرتان بالعربية هما: "دائرة معارف البستاني" في أحد عشر مجلدًا، و"دائرة معارف القرن العشرين" لمحمد فريد وجدى في عشرة مجلدات.
ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي عني الأوربيون عناية كبيرة بتأليف الموسوعات الضخمة التي تبلغ كل منها ما يزيد على مائة مجلد كدائرة المعارف الفرنسية الكبرى التي أشرف على نشرها " الأمبر Alambert والتي بلغ تعداد مجلداتها ١٦٦ مجلدًا فضلًا عن ٤٠ أطلسا وخريطة، ودائرة دى لاردنر deLardner الإنجليزية والتي تشتمل على ١٣٢ مجلدًا وقد صدرت أجزاؤها تباعًا منذ سنة ١٨٢٩ حتى سنة م١٨٤٦.
وتعد الموسوعة البريطانية (دائرة المعارف البريطانية) أشهر الموسوعات العامة على الإطلاق، كما تعد أفضل موسوعة كتبت باللغة الإنجليزية (١)، وهي توزّع على نطاق واسع في كل القارات، ويتباهى بتملكها المثقفون في كل أنحاء العالم. وكانت قد طبعت لأول مرة في بريطانيا سنة ١٧٧١هـ في ثلاثة أجزاء بإشراف عدد من كبار العلماء البريطانيين في ذلك الوقت، ثم طبعت بعد ذلك عدة طبعات وصدرت طبعتها الرابعة عشرة في شيكاغو (أمريكا) سنة ١٩٢٩م في ٢٤ مجلدًا.
وكانت دائر المعارف البريطانية قد خلت من مادة مستقلة عن "القرآن" في طبعاتها القديمة التي أحيل فيها إلى الرجوع تارة إلى مادة "محمد" وتارة إلى مادة "الأدب العربي" (انظر طبعتي ١٨٩٠و١٩٢٦م) حتى أفردت في طبعه
_________
(١) Cecil B. Williamsm A Research Manual، New York، P. ٦٠.
1 / 5
سنة ١٩٢٩للقرآن مادة مستقلة تشتمل على ترجمة لكتاب ألماني بعنوان" موجزات شرقية" نشره المستشرق الألماني تيودور نولدكه (توفي سنة ١٩٣٠) في برلين سنة ١٨٩٢ (١) .
أما طبعة سنة ١٩٧٤، وهي الطبعة الخامسة عشرة، والتي بين أيدينا الآن فقد كتب مادة القرآن فيها باللغة الإنجليزية H. R (كذا دون تعريف كاف) . وتقع هذه المادة في المجلد الخامس عشر، في نحو خمس صفحات على عمودين كاملين.
أما دائرة المعارف الإسلامية (٢) وهي موسوعة متخصصة فقد قرر مجلس إدارتها أن يضرب صفحًا عن طبعتها الأولى ويعيد كتابة موادها من جديد، فصدرت الدائرة في طبعتها الجديدة بالاسم نفسه وأضيفت إليها عبارة الطبعة الثانية Encyclopaedia of Islam second Edition. وقام بكتابة مواد هذه الطبعة المستشرقون المحدثون وعدد من كتاب الطبعة السابقة ممن ظلوا على قيد الحياة لكي تتضمن خلاصة ما توصل إليه الفكر الاستشراقي الحديث من آراء ونتائج في مختلف الموضوعات الإسلامية. وبدأت مجلداتها تصدر تباعًا من مطبعة بريل، بمدينة ليدن بهولندا منذ سنة ١٩٦٠م. ثم أعيد طبع هذه الطبعة نفسها مرة أخرى بعد ذلك في سنة ١٩٧٩.
_________
(١) وقد كان نولدكه (الذي كتب مادة القرآن في تلك الطبعة) كما وصفه المستشرق السويسري ستيفان فيلد Stefan Vild أجهل علماء عصره وأشدهم عداوة للإسلام. (انظر: ثابت عيد: الإسلام في عيون السويسريين، بافاريا، ألمانيا، ١٤٢٠هـ – ١٩٩٩م. ص٢١٨.
(٢) صدرت طبعتها الأولى في أربعة أجزاء تباعًا من سنة ١٩١١ إلى ١٩٣٨ كما صدر لها ملحقان. طبعة لندن - لوزان.
1 / 6
ويبدو لي أن بعض دوائر المعارف المتخصصة، وبخاصة دائرة المعارف الإسلامية، تتوسع في مقالاتها توسعًا يكاد يخرجها عن كونها مجرد إشارات سريعة تتيح أمام الباحث المبتدئ مساحة كافية تعينه على تكوين رأي خاص في الموضوع، بل توشك هذه المقالات أن تكون تقارير شبه كاملة تتضمن الكثير من التقرير والحسم، قلما يجد الباحث فرصة كافية لكي ينفك من تأثيراتها الغالبة وآرائها شبه النهائية ويكون لنفسه رأيًا خاصًا في موضوعاتها.
وإذا نظرنا إلى مادة "القرآن" التي كتبها باللغة الإنجليزية A.T.Welch في الطبعة الثانية المشار إليها، والتي اعتمدنا عليها في كتابة هذا المقال، نجد أنها تقع في ٣٣ صفحة من القطع الكبير، ببنط صغير وعلى عمودين كاملين في كل صفحة، مما يساوي كتابًا بأكمله في الموضوع. وقد حشد الكاتب المادة بآراء كبار المستشرقين – القدماء منهم والمحدثين في كل جزئية من جزئيات المقال، الأمر الذي يجعل الباحث المبتدئ لا يملك - في الغالب الأعم - إلا أن يتبنى الخط العام الذي يوحي به المقال.
1 / 7
منهج الدراسات الاستشراقية للقرآن على نحو ما ورد بالموسوعات العالمية
حين طالعت مادة "القرآن" بدائرة المعارف الإسلامية التي تضمنت عرضًا شاملًا لدراسات المستشرقين المحدثين منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى الثلث الأخير من القرن العشرين حول القرآن اكتشفت أن هؤلاء المستشرقين قد تأثروا أبلغ التأثر في دراستهم بمنهج تم تطويره لنقد ما يسمّى الكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) وكتب أخرى تلحق بهما، فرأيت أن أدرس هذا المنهج، وأستخلص أصوله وقواعده لكي نرى ما إذا كان صالحًا حقًا للتطبيق على القرآن الكريم.
وكان النقد المنهجي للكتاب المقدس قد حقق منذ القرن التاسع عشر حتى وقت قريب نتائج باهرة في نقد العهد القديم (التوراة وكتب أخرى ملحقة بها) بخاصة، مما جعل المستشرقين يظنون أن بوسعهم إن عمدوا إلى تطبيق قواعد هذا النقد على القرآن الكريم أن يتوصلوا إلى نتائج مماثلة، ومن ثم استندت دراساتهم للكتاب العزيز على تلك القواعد منذ منتصف القرن التاسع عشر، وانعكس ذلك بوضوح على ما كتب بشأن القرآن الكريم في الموسوعات العالمية.
ومن هنا كان علينا أن نتوقف قليلًا للتعرف على تلك القواعد وتبين الأسس التي ينتهجها المستشرقون في دراساتهم المذكورة.
1 / 8
وكان نقاد ما يسمى الكتاب المقدس من العلماء الألمان بخاصة والأوربيين بعامة قد اعتمدوا في نقدهم للعهد القديم على منهج نقدي أسموه "النقد الأعلى" الذي يهدف إلى دراسة نصوص ذلك العهد على أنها نصوص تاريخية على الباحث أن يطبق عليها كل المعايير التي يطبقها على أية نصوص تاريخية أخرى، بصرف النظر عن أنها نصوص مقدسة (١) . استطاعوا به التوصل إلى عدد من النتائج التي لا تقبل الجدل، من أهمها:
(١) - أن موسى ﵇ لا يمكن أن يكون هو الذي كتب الأسفار الخمسة التي يطلق عليها اليهود والنصارى. "التوراة" وينسبونها إليه (٢) .
(٢) - أن بعض الأسفار التي تنسب إلى أنبياء بني إسرائيل - مثل سفر أشعياء النبي إنما هي مزيفة ومختلقة ولا يمكن أن تنسب إليه، بل هي من تأليف ثلاثة من المؤلفين عاشوا في أزمنة مختلفة (٣) .
(٣) - تم اكتشاف عدة مصادر بشرية للتوراة لكل مصدر منها طابعه الخاص وزمنه الذي وضع فيه (٤) .
_________
(١) انظر: الدكتور محمد خليفة حسن، آثار التفكير الاستشراقي في المجتمعات الإسلامية، طبع مصر ١٩٧٧، ص١٠٥.
(٢) انظر: الدكتور قنديل محمدقنديل: النقد الأعلى للكتاب المقدس في فكر الغرب وينابيعه الإسلامية، طبع مصر ١٤١٠هـ، (١٩٨٩م) ومابعدها.
(٣) مولانا أبو الكلام آزاد، ويسألونك عن ذي القرنين، طبع مصر ١٩٧٢م، ص ٩١ وما بعدها.
(٤) قنديل: النقد الأعلى، ص ١٧ وما بعدها.
1 / 9
(٤) - تم اكتشاف مصدر أصلي سابق على المصادر المشار إليها في الفقرة السابقة وقد استعانت به كل هذه المصادر، يتمثل في التراث الشعبي الشفهي الذي يعتمد على الذاكرة ويتضمن الأحكام والأمثال الشعبية والأساطير (١) .
وقد تبين لهؤلاء العلماء أخيرًا، وبعد جهد مضنٍ، أن تلك الأسفار مكتوبة بأقلام اليهود، وتظهر فيها الأفكار والنظم المتعددة التي كانت سائدة لديهم في مختلف أدوار تاريخهم الطويل (٢) .
وطبّق العلماء المنهج نفسه في دراستهم للأناجيل الأربعة (العهد الجديد) وأضافوا بعدًا آخر لابد من الرجوع إليه لتفسير جوانب كثيرة غامضة في النصرانية، وهو الديانات الوثنية في كل من بابل ومصر وفارس وآسيا الصغرى وسوريا واليونان والهند (٣) .
وقد ميّز أصحاب هذا المنهج بين نوعين من الدراسة:
أ- الدراسة النقدية العليا (وتشبه النقد الخارجي في المنهج التاريخي) . (٤) وهي التي تختص بدراسة الظروف المحيطة بالنص كموقف المؤلف وأهدافه، والظروف التاريخية والاجتماعية السائدة.
_________
(١) أيضًا: ص ٢٢ وما بعدها.
(٢) قنديل: أيضًا، ص ٢٣.
(٣) قنديل، أيضًا، ص ٦٦ وما بعدها.
(٤) الدكتور محمود قاسم: المنطق الحديث ومناهج البحث، طبع مصر ١٩٦٧، ص ٤٧٧ وما بعدها.
1 / 10
ب- النقد الأدنى، بمعنى دراسة النص نفسه لتبين التناقض في الأجزاء التشريعية والقصص وغيرها.
ويجري الجهد الآن للمزج بين هذين النوعين (١):
وسأحاول الآن أن استخرج مجموعة القواعد المفصلة التي يقوم عليها هذا المنهج، وذلك من خلال قراءتي للنتائج التي حققها علماء نقد الكتاب المقدس، لنتبين إلى أي حد كان كتّاب الموسوعات أوفياء لقواعد هذا المنهج ملتزمين بأصوله في دراستهم للقرآن الكريم (٢) .
_________
(١) عبد الوهاب المسيرى، موسوعة اليهود واليهودية والصيهونية، طبع مصر ١٩٩٩م، ٥: ١٠١-١٠٥، وانظر أثر الفكر الإسلامي على منهج النقد الأعلى للكتاب المقدس في كتاب: النقد الأعلى للدكتور قنديل محمد قنديل، ص ٢٢٤ وما بعدها.
(٢) وإن كان بعض المستشرقين أنفسهم يرون أن هذا المنهج لا يصلح أصلًا لدراسة الآداب العربية والإسلامية، انظر محمد خليفة حسن: عرض نقدي لكتاب The Study of the Middle East، Leonard Binder، New York، ١٩٧٦، مجلة دراسات استشراقية وحضارية، العدد الأول: ١٤١٣ هـ (١٩٩٣م) وانظر ما يلي ص ١٠ وما بعدها.
أولا: الدراسات النقدية العليا "النقد الأعلى" ... أولًا: الدراسة النقدية العليا (النقد الأعلى): (١) - لابد للباحث أن يستخدم قاعدة الشك المنهجي، فلا يجزم بشيء يتعلق بالراوي إلا بعد التثبت من ذلك بأسباب قوية. (٢) - فيما يتعلق بالراوي لابد من الإجابة عن هذه الأسئلة. من الراوي، وما سيرته وأخلاقه، وما غايته؟ متى كتب كتابه، وفي أي وقت، ولمن كتب؟
أولا: الدراسات النقدية العليا "النقد الأعلى" ... أولًا: الدراسة النقدية العليا (النقد الأعلى): (١) - لابد للباحث أن يستخدم قاعدة الشك المنهجي، فلا يجزم بشيء يتعلق بالراوي إلا بعد التثبت من ذلك بأسباب قوية. (٢) - فيما يتعلق بالراوي لابد من الإجابة عن هذه الأسئلة. من الراوي، وما سيرته وأخلاقه، وما غايته؟ متى كتب كتابه، وفي أي وقت، ولمن كتب؟
1 / 11
مدى تحقق شروط العدالة الأخلاقية والضبط العلمي فيه، فإن وجد نقص في أيهما انتفت الصحة من الرواية.
(٣) - دراسة البيئات السياسية والاجتماعية والأحداث التاريخية والصراعات العقدية، ومدى انعكاسها على الكاتب وبالتالي على النص.
(٤) - كيف جمع النص أولًا وما الأيدي التي تناولته، وما النسخ التي اشتمل عليها؟
ثانيًا: النقد الأدنى (ويشبه النقد الداخلي في مناهج الدراسة الأدبية): (١) - وجوب دراسة لغة ما يسمى الكتاب المقدس (العبرية) لفهم المعنى المقصود دون تدخل من المترجمين. (٢) - لا يؤخذ النص ككل بل يحلل إلى أجزاء ويدرك كل جزء على حدة. (٣) - تجمع العبارات في أقسام رئيسة وتفرز العبارات الواضحة من العبارات المبهمة والمعارضة لفظيًا، مع تطبيق قاعدة الحقيقة والمجاز اللفظي لا المعنوي في شأن هذه العبارات. (٤) - التحليل الداخلي الدقيق للنص للعثور على الأخطاء والاختلافات والتناقضات مثل: أ- الأخطاء الطبيعية والرياضية.
ثانيًا: النقد الأدنى (ويشبه النقد الداخلي في مناهج الدراسة الأدبية): (١) - وجوب دراسة لغة ما يسمى الكتاب المقدس (العبرية) لفهم المعنى المقصود دون تدخل من المترجمين. (٢) - لا يؤخذ النص ككل بل يحلل إلى أجزاء ويدرك كل جزء على حدة. (٣) - تجمع العبارات في أقسام رئيسة وتفرز العبارات الواضحة من العبارات المبهمة والمعارضة لفظيًا، مع تطبيق قاعدة الحقيقة والمجاز اللفظي لا المعنوي في شأن هذه العبارات. (٤) - التحليل الداخلي الدقيق للنص للعثور على الأخطاء والاختلافات والتناقضات مثل: أ- الأخطاء الطبيعية والرياضية.
1 / 12
ب- أن يذكر الحديث في أكثر من موضع بشكل مختلف من حيث تحديد الزمان والمكان والعناصر زيادة كانت أو نقصًا.
ج- إثبات شيء في موضع ونفيه في موضع آخر.
د- ذكر قاعدة شرعية في موضع ونفيها في موضع آخر.
هـ- ورود لفظ لا يمكن أن يكون قد استعمل بهذه الدلالة إلا في عصور لاحقة.
وتباين الأسلوب الأدبي بين أجزاء النص.
(٥) - ملاحظة تطور الفكر العقدي من عصر إلى آخر، لاكتشاف اختلاف تواريخ كتابة أجزاء النص.
القرآن وقواعد النقد الأعلى والأدنى: وكانت أول محاولة لتطبيق قواعد النقد الأعلى والأدنى على القرآن الكريم هي ما قام به المستشرقون في شأن ترتيبه حسب النزول. وقد توسع المستشرق الألماني تيو دور نولدكه في دراسة النص القرآني لترتيبه زمانيًا حسب نزوله، فاتجه إلى تقسيم السور المكية من القرآن الكريم إلى ثلاث فترات يتميز أسلوب النص القرآني في كل منها عن الآخر، كما يزعم. ولاشك أن نولدكه متأثر في ذلك بمنهج نقد ما يسمى الكتاب المقدس، والذي كتبت أسفاره - كما تبين بالدراسة الفاحصة - على فترات متباعدة تفصل بينها أحيانًا عشرات بل مئات السنين. يقول الدكتور عبد الرحمن
القرآن وقواعد النقد الأعلى والأدنى: وكانت أول محاولة لتطبيق قواعد النقد الأعلى والأدنى على القرآن الكريم هي ما قام به المستشرقون في شأن ترتيبه حسب النزول. وقد توسع المستشرق الألماني تيو دور نولدكه في دراسة النص القرآني لترتيبه زمانيًا حسب نزوله، فاتجه إلى تقسيم السور المكية من القرآن الكريم إلى ثلاث فترات يتميز أسلوب النص القرآني في كل منها عن الآخر، كما يزعم. ولاشك أن نولدكه متأثر في ذلك بمنهج نقد ما يسمى الكتاب المقدس، والذي كتبت أسفاره - كما تبين بالدراسة الفاحصة - على فترات متباعدة تفصل بينها أحيانًا عشرات بل مئات السنين. يقول الدكتور عبد الرحمن
1 / 13
بدوي معلقًا على صنيع نولدكه: "فيما يخص الأسلوب، فلو كان مفيدًا في التمييز بين الفترات الطويلة فلن يفيد فيما يتعلق بالتمييز بين التتابع التاريخي للسور في فترة قصيرة في الواقع أن كل الفترة المكية لا توفّي إلا ١٢ سنة من ٦١٠ –٦٢٢م، فبأي حق ندعي إذًا التمييز بين أسلوب كاتب خلال ١٢ سنة فقط؟ ناهيك عن استطاعتنا التمييز في تلك الفترة بين ثلاث فترات قصيرة" ويختم بدوي قوله: "إنه من الشطط - إن لم يكن من الكذب - أن نزعم استطاعتنا ترتيب السور تاريخيًا في الفترة المكية حسب الأسلوب (١) .
وقد أدرك عدد من كبار المستشرقين عدم جدوى تطبيق قواعد النقد الأعلى والأدنى على النص القرآني. يقول المستشرق الإنجليزي آربرى في ذلك:
"أنا ألحّ على الرأي القائل بأن عملًا خالدًا كالقرآن لا يمكن أن يفهم بصورة أحسن لو أخضعناه لتجربة النقد الأدنى، إنه أمر خارج عن الموضوع أن تتوقع أن المواضع المطروحة في السور المستقلة سوف تنظم بعد عملية إحكام رياضي بعض الشيء لتشكل نموذجًا منطقيًا.
إن منطق الوحي ليس منطقًا مدرسيًا، فليس هناك "قبل" وبعد"في رسالة النبي، عند ما تكون هذه الرسالة صادقة فإن الحقيقة الدائمة لا يمكن أن
_________
(١) دفاع عن القرآن، ص ١٠٧-١٠٨، وللدكتور بدوي آراء أخرى في نقد نولدكه، انظر ص ١٠٧.
1 / 14
تحصر داخل إطار زمني أو مكاني، ولكن كل لحظة تعرض نفسها بشكل كلي مطلق" (١) .
وإلى هذا الرأي نفسه يذهب المستشرق السويدي" تور أندريه" صاحب كتاب: "محمد: حياته وعقيدته"، فقد عارض هذا المنهج العقيم الذي سلكه بعض المستشرقين في البحث، مبينًا أن جوهر النبوة لا يمكن تحليله إلى مجموعة من آلاف العناصر الجزئية. ومهمة الباحث - في رأيه - أن يدرك في نظرة موضوعية كيف تتألف من العناصر والمؤثرات المختلفة وحدة جديدة أصيلة تنبض بالحياة (٢) .
لقد ألمح كل من آربرى وتورأندريه، فيما نقلناه عنهما بالفقرتين السابقتين، إلى عيوب تطبيق منهج النقد الأعلى والأدنى على دراسة النص القرآني، وحصرا تلك العيوب في طريقة تحليل النص إلى أجزاء صغيرة وفق أصول الكم الرياضي والكيف المنطقي والترتيب الزماني، وتنبّها إلى أن النص القرآني يعلو على هذه المعايير كلها، وهذا كله حق بلا جدال.
لكن الملاحظ أن أحدًا من هذين المستشرقين الكبيرين لم يشأ أن يعترف صراحة بالحقيقة الجوهرية والنقطة المبدئية في الأمر كله، وهي أن تطبيق هذا المنهج على القرآن الكريم فاسد من كل الوجوه، لأنهم يدرسونه لا باعتباره
_________
(١) من مقدمة أربرى لترجمة القرآن الإنجليزية، الطبعة الأولى، ١٩٥٥، انظر: أحمد سمايلوفيتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، طبع مصر ١٩٨٠م، ص ١٧٣ - ١٧٤.
(٢) نقلًا عن الدكتور التهامى نقرة: القرآن والمستشرقون، مقال في كتاب: مناهج المستشرقين في الدراسات العربية الإسلامية، الجزء الأول ص ٢١-٥٧، مكتب التربيةالعربي لدول الخليج، ١٤٠٥هـ (١٩٨٥م) .
1 / 15
وحيًا إلهيًا وكتابًا منزلًا من عند الله بل باعتباره نصًا تاريخيًا من صنع بشر، ومن تأليف محمد ﷺ، فمنهج النقد الأعلى والأدنى إن صح تطبيقه في دراسة العهدين القديم والحديث مما يسمى الكتاب المقدس، بل وفي سائر النصوص التاريخية التي هي نصوص بشرية، فلا يصح تطبيق معاييره على نص ينتمي إلى مجال آخر وميدان مختلف غير المجال البشري المحدود. ومن هنا يتبين لنا فساد المنهج الذي يطبقه المستشرقون في دراساتهم القرآنية من حيث المبدأ.
ولا يمكننا - بطبيعة الحال - أن ننتظر من المستشرقين خلاف ذلك لأنهم إن سلموا بأنه منزل من عند الله لوجب عليهم التصديق به والإذعان له، ولزمهم اتباعه، ولأنهم لن يفعلوا وتأبى قلوبهم فكان لابد لهم من الحكم سلفًا بأن مصدر القرآن بشرى لكي يطبقوا عليه منهجًا يصلح للتطبيق على النصوص البشرية.
وفي هذا العار كل العار للعلم والمعرفة، لأن مقتضى النظر العلمي ألا يدخل الإنسان على الموضوع بفكرة سابقة وإلا فسد مخرجه بفساد مدخله، وفسدت نتائجه بفساد مقدماته وهو آفة العلم الكبرى التي لا علاج لها.
لقد ناسب هذا المنهج حالتهم وراقهم لأن من شأنه أن يعفيهم من الحرج - أمام مواطنيهم من الغربيين على الأقل، ويحقق لهم - باسم العلم والموضوعية - أغراضهم في الطعن على الإسلام ورسوله، والتنفيس عن هذا العداء للإسلام والحقد على رسوله مما ورثوه ورضعوه منذ طفولتهم وسيطر، على عقولهم وتسبب في عمى بصيرتهم.
1 / 16
ولست أشك في أن إصرارهم على نفي صفة "كلام الله" عن القرآن الكريم من حيث المبدأ هو الأمر الذي أوقعهم في سلسلة الأخطاء التي ارتكبوها في سائر كتاباتهم والتي حاول المتأخرون منهم التماس الأعذار فيها للمتقدمين (١)، والمآزق العلمية والمنهجية التي أوقعوا أنفسهم فيها ولم يجدوا منها مخرجًا (٢)، والجرأة والتبجح والتعالم بالتقول على أسلوب القرآن حتى قال أحد الباحثين العرب (٣): فمن أين لأعجمي ادعاء أن القرآن فيه ركاكة في اللغة. هذا القرآن الذي أصبح فيما بعد مقياس اللغة العربية. إلى أن يرث الله الأرض من وعليها، فلو أني اتهمت أسلوب جوته الشاعر الألماني بالركاكة لسخر الناس مني، رغم إلمامي باللغة الألمانية، وإجادتي لها لدرجة التأليف بها، فكيف بمستشرق يفهم العربية باستعمال القواميس. إلخ؟
ولو أنهم ردوا القرآن الكريم إلى مصدره الإلهي الحق، واتصفوا بروح التواضع والإنصاف (الذي يلبسون مسوحه ويتظاهرون به أمام الناس خداعًا ومخاتلة) ولم يدخلوا على البحث بفكرة سابقة وإصرار أكيد لكانوا قد سلموا من ذلك كله، ولكن كيف يمكنهم ذلك؟ هل يخشون أنهم لو دخلوا على البحث بروح محايدة فافترضوا ضمن فروضهم – كما يقتضيه النظر العلمي - أن القرآن وحي من الله سيقودهم ذلك إلى التسليم به؟ واضح أنهم فعلوا
_________
(١) انظر: دائرة المعارف الإسلامية، مادة القرآن، القسم الخاص بحروف المقطعات.
(٢) أيضًا، القسم الخاص بالقصص القرآني، انظر في الموضع نفسه تفسيرهم لوجود تفاصيل في القصص القرآني لم ترد في التوراة والإنجيل، ويعدهما المستشرقون مصدرًا لهذا القصص.
(٣) أعنى به الدكتور السيد محمد الشاهد، في كتابه: التوحيد والنبوة والقرآن في حوار المسيحية والإسلام، نقلًا عن الدكتور ثابت عيد، الإسلام في عيون السويسريين، ص ١٩٨.
1 / 17
ذلك لأنهم نفوا هذا الفرض تمامًا ونحوه بعيدًا، فلم يشيروا إليه من قريب أو بعيد إلا على سبيل التوهين والاستهزاء، لكن هذا الفرض ظل حاضرًا في أذهانهم دائمًا لأن كل جهدهم (العلمي!!) كان منصرفًا إلى البرهنة على نقيضه، ومباركة كل محاولة تبذل للزعم بأنه من تأليف محمد ﷺ.
وتتوالى سلسلة الفساد التي بدأت من تلك المقدمة الفاسدة المتعسّفة - كما ذكرنا - لتضرب كل قاعدة اتخذوها أساسًا لنقدهم، فقد ألزمهم نفي كون القرآن كلام الله اتباع ما يلي:
(١) - الشك في الراوي: محمد ﷺ، الذي يؤكد أن القرآن وحي أوحي إليه من الله تعالى وما دام الأمر ليس كذلك (كما يقرره المنهج وكما يزعمون) فلابد من اختلاق الأكاذيب حول سيرته وأخلاقه وغايته، وجمع كل المفتريات في القديم والحديث وحشدها للقدح في ذلك كله، وبذر بذور الشك في نبوته ﷺ.
(٢) - طالما أن النص من صنع بشر – كما يزعمون – فلابد من حصره في حدود الطاقات والتصورات البشرية، وما يخرج فيه عن دائرة قدرة العقل البشري والمدركات الحسية يدخل في نطاق الأسطورة ويصبح من حق الباحث - اعتمادًا على عقله وحواسه وعلى أصول المنطق والمعرفة المتراكمة التاريخية والعلمية - أن يرفض أي حقائق تتجاوز الواقع المادي المحسوس، كالغيبيات والعقائد، ويبدو كل ما يتجاوز الواقع المادي خرافة غير قابلة للتصديق. وهذا يعني الطعن في ما ورد
1 / 18
بالقرآن من غيب كالمسائل: الألوهية (١) والوحي والملائكة واليوم الآخر والجنة والنار، وما يخرج عن نطاق التاريخ الإنساني المدون. إلخ.
(٣) - محاولة إبراز أثر البيئة والزعم بتأثير ما راج بين العرب قبل عصر النبوة من مقولات يهودية ونصرانية ووثنية على النص والتدليل على ذلك بأكاذيب شتى واضحة البطلان - كما سنذكر فيما بعد - والتماس المشابهات بين ما ورد بالنص القرآني وكل من التوراة والإنجيل من ألفاظ وقصص. وحين يعييهم البحث عن أي تشابه في الألفاظ يشتطون في الكذب والاختلاق، أما القصص فحين انتابهم اليأس من العثور على أصول لقصص عاد وثمود في العهد القديم (٢) شك بعضهم في هذه الأقوام أصلًا، بينما ردّها آخرون إلى أثر المرويات الشفوية التي كانت رائجة في البيئة العربية قبل عصر النبوة، ولا دليل لهم عليه.
(٤) - النظر إلى الآيات الشريفة بحسبانها مرتبطة بزمان معين ومشدودة الوثاق بظروف البيئة والعصر الذي نزلت فيه، لا باعتبارها أحكامًا نهائية مطلقة خارجة عن إسار الزمان والمكان قد اكتسبت صفة
_________
(١) انظر ما ورد في دائرة المعارف الإسلامية، مادة القرآن، ص ٤٢٥ عن آية الكرسي، وقول كاتب المادة إن لفظي العرش والكرسي ينطويان على " دلالات أسطورية"، كما يزعم، وانظر أيضًا ص ٤٢٣ كلامه على الشهب المرسلة ونفخ الصور يوم القيامة، وطوفان نوح.
(٢) فسر الأستاذ عباس العقاد سكوت العهد القديم عن عاد وثمود بأنه محاولة منهم للتعفية على كل رسالة إلهية في أبناء إسماعيل. (العقاد: إبراهيم أبو الأنبياء، ص ١١٩) .
1 / 19
الديمومة والخلود (كما لاحظ المستشرق آربرى في تصريحه السابق في ص ١٠-١١) وقد أدت بهم هذه النظرة إلى الفشل الذريع الذي منيت به محاولاتهم المتكررة لتقييد النص القرآني بقيود تاريخية وترتيبه حسب الزمان (١) .
(٥) - التحوّط من كل الروايات التي قالها المسلمون والأحكام التي استخلصها علماؤهم، والقدح فيها باعتبارها أقوالًا وأحكامًا منحازة غير محايدة في الموضوع فضلًا عن أنه لا دليل عقليًا عليها. وإنما يقتصر منها على أجزاء ما بها من أقوال وأحكام تسند ما يذهبون إليه حتى ولو كانت ظاهرة البطلان، ولكن يعتدّ بها لأنها إنما صدرت عن المؤمنين بالقرآن أنفسهم ومؤيّديه.
(٦) - تشبثهم بالمفاهيم الغربية في النقد الأدبي كاشتراط "وحدة الموضوع" في كل سورة من السور وتمسكهم المتعسف بضرورة أن يكون موضوع كل سورة موضوعًا موحدًا، وبالتالي دراسة البناء الداخلي لكل واحدة من السور بمعزل عن غيرها (٢) . وقد ّم بعض المستشرقين جدوى أية محاولة تجري في الحاضر أو المستقبل في
_________
(١) وربما كان هذا هو الأساس في زعمهم أن الإسلام " كان حدثًا تاريخيًا في حينه لم يكتب له الامتداد في التطبيق الواقعي، أو لم يعد صالحًا للتطبيق "، محمد قطب: المستشرقون والإسلام، طبع مصر ١٤٢٠هـ (١٩٩٩م)، ص ٦٠.
(٢) يقول كاتب مادة القرآن بدائرة المعارف البريطانية: "قلما نجد فكرة واحدة نوقشت مناقشة كاملة في سورة واحدة".
1 / 20